جهود أميركية لا تتوقف لإنهاء أزمة سد النهضة

الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا حول ملء سد النهضة الإثيوبي تنذر باستمرار الأزمة أشهرا إضافية.
ترامب يثمن الجهود المصرية خفض التصعيد حول سد النهضة

القاهرة - تواصل الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب جهودها في مساعدة مصر وإثيوبيا والسودان على التوصل لاتفاق ينهي أزمة سد النضهة التي بلغت أشدها بين القاهرة وأديس أبابا.

 وقالت الرئاسة المصرية إن "ترامب أبلغ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي الثلاثاء بأن واشنطن ستواصل الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي".

وأجرى الرئيس الأميركي اتصالا هاتفيا بحث خلاله مع نظيره المصري آخر تطورات ملف السد وتبادلا وجهات النظر بشأن الأزمة.

وصرح بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية "بأن ترامب أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقاً شاملاً وعادلاً ومتوازناً"، مشيرا إلى أن "ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر".

بدوره أعرب السيسي "عن بالغ التقدير للدور الذي تقوم به الإدارة الأميركية في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، والاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس ترامب في هذا الصدد"، مؤكداً استمرار مصر في إعطاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله".

وكان من المتوقع أن توقع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن الأسبوع الماضي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.

وألغت إثيوبيا الأربعاء مشاركتها في الاجتماع الثلاثي بشأن سد النهضة المقرر الذي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن الخميس.

وتسبب السد الهائل الذي يتوقع أن يكون أكبر مصدر للطاقة الكهرمائية في إفريقيا، بتوتر بين أديس أبابا والقاهرة منذ بدأت إثيوبيا بالعمل على تشييده في 2011.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري من أجل تزويدها بالكهرباء وعملية التنمية، بينما تخشى مصر أن يؤثر المشروع على إمداداتها من النيل الذي يوفّر 90 بالمئة من المياه التي تحتاج إليها للشرب والري.

وتدخلت وزارة الخزانة الأميركية العام الماضي لتسهيل المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان الواقع كذلك عند مصب نهر النيل، بعدما دعا الرئيس المصري نظيره الرئيس الأميركي للتدخل.

وكان من المفترض أن تختتم المفاوضات بحلول منتصف يناير/كانون الثاني، لكن مسؤولين أجّلوا الموعد النهائي حتى نهاية فبراير/شباط ومع ذلك لم تثمر المحادثات.

وتعد تعبئة خزّان السد القادر على استيعاب 74 مليون متر مكعّب من المياه بين أبرز النقاط العالقة.

وتخشى القاهرة أن تملأ أديس أبابا الخزّان بشكل سريع للغاية، ما من شأنه أن يخفض تدفق المياه إلى مصب النهر.

وفي بيانها الجمعة أفادت وزارة الخزانة الأميركية أن على "الاختبارات النهائية وعملية التعبئة ألا تتم بدون اتفاق"، وهو موقف يؤيّده السودان.

لكن إثيوبيا تسعى إلى أن يبدأ السد بإنتاج الطاقة بحلول نهاية العام الجاري وذكرت السبت أنها ستبدأ بملء الخزّان "بالتزامن" مع عمليات بناء السد.