جهود أميركية لتحجيم دور إيران في سوريا

واشنطن تدعو طهران إلى التوقف عن نقل الأسلحة لداخل سوريا ووقف عمليات الحرب بالوكالة.

واشنطن - تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى تحجيم التدخل والنفوذ الإيراني المتصاعد في الملف السوري والمستفيد من تمكن حليفه النظام السوري من استعادة مناطق واسعة من ايدي المعارضة خلال السنوات الاخيرة.
وفي هذا الاطار دعا المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، الجمعة، إيران إلى التوقف عن نقل الأسلحة لداخل سوريا ووقف عمليات "الحرب بالوكالة" التي تقوم بها. 
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية والمنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، وبمشاركة المبعوث الأممي الخاص، جير بدرسن. 
وطالب المبعوث الأميركي المجتمع الدولي بضرورة "زيادة الضغط علي النظام السوري لأنه بدون تلك الضغوط لن تتحقق الأهداف المنشودة التي دعا اليها قرار مجلس الأمن 2254. 
ودعمت ايران النظام السوري بكل قوة بعد اندلاع الحرب حيث ارسلت عتادا وساندت القوات السورية بمقاتلين أجانب من العراق ولبنان وحتى من افغانستان.
ولعب الحرس الثوري الإيراني وبالتحديد فيلق القدس التابع له أدوارا حاسمة في بعض العمليات القتالية ضد المعارضة السورية وهو اليوم يتحكم في مصير مناطق شاسعة في سوريا.
ومثل قائد فيلق القدس قاسم سليماني رجل ايران القوي في سوريا حيث ساهم في بسط نفوذ إيران اضافة الى الدور الذي لعبه الحليف حزب الله اللبناني.

واصبح هذا النفوذ المتصاعد يقلق الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة خاصة وان الميليشيات الشيعية المدعومة ايرانيا تورطت في ارتكاب جرائم ضد مدنيين في سوريا.

التواجد الايراني في سوريا
ايران ارسلت عتادا الى سوريا وساندت القوات الحكومية بمقاتلين أجانب

ودعا القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015، جميع الأطراف للتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار. 
واعتبر جيفري في إفادته خلال الجلسة أن "اجتماع اللجنة الدستورية في جنيف في الثلاثين من أكتوبر/تشرين أول الماضي كان خطوة إيجابية نحو إحلال السلام في سوريا". 
وأردف قائلا "كان هناك توازنا في محادثات تلك اللجنة وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام مستقبل أفضل لسوريا إذا ما دعم مجلس الأمن العملية السياسية بشكل كامل". 
وتابع "وفقا للقرار رقم 2254 يجب التوصل لوقف شامل لإطلاق النار لكن ما نراه الآن هو وجود 4 جيوش أو 5 جيوش إضافة الي الميليشيات وذلك في مناطق محدودة من البلاد".
وأضاف قائلا "والأسبوع الماضي شهدنا مواجهات بين 3 قوات متواجدة هناك ونطالب ايران بوقف نقل الأسلحة لداخل سوريا ووقف عمليات الحرب بالوكالة التي تقوم بها". 

وتعهد المسؤول الأميركي بأن واشنطن لن تشارك في أي جهود متعلقة بإعادة إعمار سوريا قبل تنفيذ العملية السياسية كاملة مضيفا أنه "من السابق لأوانه الحديث عن ملف إعادة الإعمار في الوقت الحالي". 
وأستطرد قائلا "أولويتنا الأن هي التوصل لحل وسط بديل عن الحل العسكري ونعمل من أجل تركيز الجهود على العملية السياسية والضغط على النظام السوري حتي نتوصل لحل وسط لوقف القتال في كل سوريا".
وقال المبعوث الأممي الخاص الي سوريا غير بيدرسون إنه تلقي دعما تاما من مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، مؤكدا عدم وجود إطار زمني لعمل اللجنة الدستورية..

النفوذ الايراني في سوريا
النفوذ الايراني المتصاعد في سوريا اصبح يقلق الولايات المتحدة ودول المنطقة

وأضاف المبعوث الأممي للصحفيين عقب خروجه من قاعة المجلس "لقد أجريت مناقشات جيدة للغاية مع ممثلي الدول الأعضاء وتلقيت دعمًا تامًا منهم للعمل الذي نقوم به في جنيف وبالطبع رحب الأعضاء بانطلاق عمل اللجنة الدستورية وقدمت لهم وصفًا مفصلاً لما حققناه حتى الآن".
وأردف "الأمور في هذه المرحلة أصبحت أفضل بكثير مما توقعه غالبيتنا وأتطلع إلى الاجتماع مرة أخرى الاثنين المقبل مع أعضاء هيئة الصياغة (تابعة للجنة الدستورية) المكونة من 45 شخصًا، واعتقد انه في غضون أشهر، سنتمكن من مناقشة ما إذا كان هناك تقدم بشأن كيفية المضي قدمًا في الصياغة".
واستطرد "من المهم أن نقبل أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتطوير المناقشات في اللجنة الدستورية حول القضايا الأساسية مثل كيفية مواجهة داعش والعقد الاجتماعي لمستقبل السوريين".
وجدد بيدرسون مناشدته "إطلاق سراح المحتجزين، والأشخاص الذين تم اختطافهم، وتزويده بمزيد من المعلومات حول الأشخاص المفقودين".
واضاف "أحد التحديات الرئيسية هي الانقسامات العميقة داخل المجتمع السوري التي نواجها بعد تسع سنوات من الصراع ونحن بحاجة إلى عملية سياسية يمكنها أن تشفي الجروح في هذا المجتمع واعتقد ان لدينا بعض الأفكار حول كيفية المضي قدمًا في هذا الصدد".
ونفي المبعوث الأممي ان يكون لديه "إطار زمني لعمل اللجنة الدستورية، وقال "ما اتفقنا عليه هو ان نعمل بجدية وان نحرز تقدما وسوف اقدم تقريرا الى مجلس الأمن بهذا الخصوص".
وأوضح بيدرسون ان "موقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول إعادة الإعمار والعملية السياسية هو موقف معروف (عدم المساهمة)، لكن في الوقت نفسه ، لاحظت أيضًا أنهم يؤكدون أنه إذا كان هناك تقدم على الجبهة السياسية، فإنهم على استعداد للمشاركة وهذا ما أريد التأكيد عليه"