جهود أميركية متواصلة لتبريد جبهة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله
بيروت - قال المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكشتاين اليوم الخميس إنه يأمل أن تتمكن الدبلوماسية من تهدئة التوتر على الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله إطلاق النار منذ ثلاثة أشهر.
واجتمع هوكشتاين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة استمرت عدة ساعات للعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس.
وقال للصحفيين في بيروت "أنا على يقين بأن الشعب اللبناني لا يريد أن يرى تصعيدا للأزمة الحالية واتساعا للصراع"، مضيفا بعد اجتماعه بالمسؤولين اللبنانيين "آمل أن نتمكن من مواصلة العمل في هذا الجهد للتوصل معا، جميعا على جانبي الحدود، إلى حل يسمح لكل الناس في لبنان وإسرائيل بالعيش في أمن مضمون والعودة إلى مستقبل أفضل"، معلنا أن الولايات المتحدة "تريد أن ترى حلا دبلوماسيا ومهمتنا هي التوصل إلى حل".
وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 25 مدنيا لبنانيا على الأقل و140 مقاتلا من حزب الله المدعوم من إيران في جنوب لبنان. كما قُتل تسعة جنود إسرائيليين على الأقل في شمال إسرائيل.
وزار هوكشتاين إسرائيل الأسبوع الماضي لإجراء محادثات بخصوص الموضوع ذاته، بينما تتوجس واشنطن من أن الحرب الإسرائيلية في غزة قد تنشر العنف في جميع أنحاء المنطقة، حيث تشن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران هجمات تضامنية في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وتقول إسرائيل إنها تمنح فرصة للدبلوماسية لمنع حزب الله من إطلاق النار على من يعيشون في شمالها وإبعاده عن الحدود محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف.
ويقول حزب الله إنه لا يسعى لبدء حرب أوسع، لكنه لن يتراجع إذا شنت إسرائيل هجوما أوسع على لبنان، فيما أبدى رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استعداد بلاده لإجراء محادثات بشأن الاستقرار طويل الأمد على حدودها الجنوبية مع إسرائيل.
وكان مسؤول أميركي قد ذكر في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن المستشار الكبير بالبيت الأبيض هوكشتاين سيزور بيروت الخميس في إطار الجهود الأميركية لتخفيف حدة التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان وبعد عمليات اغتيال متتالية طالت عناصر قيادية من جماعة حزب الله وكان اخرها القيادي حسين برجي قائد الوحدة الجوية.
وطرح هوكشتاين العام الماضي إمكانية إجراء محادثات حول ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان بعد أن توسط في اتفاق عام 2022 لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قد حذر من تداعيا توسع الحرب على خلفية القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وكذلك هجمات الحوثيين في البحر الأحمر حي سعى في جولته الشرق أوسطية لتخفيف حدة التوترات.
بدورها لعبت فرنسا دورا في إيصال رسائل الى لبنان بضرورة تطويق أية حرب بعد ان زار العديد من المسؤولين الفرنسيين بيروت بعد اندلاع حرب غزة.
وقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت في تصريح الأسبوع الماضي بجعل بيروت نسخة من قطاع غزة في حال اندلعت حرب واسعة مع حزب الله فيما رد الجانب الإيراني بانه لا يقف مكتوف الايدي اذا توسع القتال في المنطقة ليشمل دولا أخرى.
والأربعاء هاجم الجيش الاسرائيلي مجمعا عسكريا في بلدة "الناقورة" بالمنطقة الحدودية حيث تم إطلاق صواريخ في اتجاه مواقع إسرائيلية، بالقرب من الحدود اللبنانية. وأضاف الجيش أنه هاجم "بنية تحتية لمسلحين" ومجمعا عسكريا بالقرب من بلدة "لبونة" في جنوب لبنان.
بدوره يطلق حزب الله بين الفترة والأخرى صواريخ في اتجاه شمال إسرائيل طالت مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد.