خطوات إماراتية ثابتة في تعزيز قيم التسامح

الإمارات تعلن عزمها على إنشاء أول معبد يهودي في مجمع الأديان بأبوظبي، ما يؤكد ريادتها بكل المقاييس في مجالات التسامح الديني وحوار الحضارات في إطار ولائها للمرجعية الإسلامية وقيمها الإنسانية.
مساع إماراتية مستمرة في إطلاق مبادرات السلام والتسامح
السياسة الإماراتية تجمع بين الأديان وتنبذ الكراهية
جهود إماراتية ثقيلة تعزز التسامح بين الأديان

أبوظبي - باتت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم في نظر العالم بقراراتها التي ترسخ السلم ونشر القيم الإنسانية النبيلة، مثالا للتعايش السلمي والتسامح، حيث يعيش على أرضها عشرات الجنسيات بمختلف دياناتهم وثقافاتهم في حب وانسجام.

وأعلنت الدولة أنها ستباشر العام المقبل في إنشاء أول معبد يهودي رسمي بالإمارات يقع في مجمع الأديان، ما يعكس جهودا إماراتية لا تهدأ لنشر قيم التسامح الديني والتعايش السلمي.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن العمل سيبدأ العام المقبل في إنشاء أول معبد يهودي رسمي في الإمارات على أن يكتمل عام 2022.

ويأتي هذا المشروع تأكيدا على سعي الدولة لترسيخ سياسة الانفتاح والتسامح التي انتهجتها منذ تأسيسها، حيث التزمت بمبدأ عدم الانحياز لأي منعرج سياسي أو تعصبات أو صراعات.

وقالت صحيفة ذا ناشيونال التي تصدر في أبوظبي اليوم الأحد إن "المعبد سيقع ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه 'بيت العائلة الإبراهيمية' في أبوظبي سيقام فيه مسجد وكنيسة سيكتمل بناؤهما في العام 2022".

وكشفت السلطات عن هذا المجمع في فبراير/شباط الماضي في أعقاب زيارة البابا فرنسيس للإمارات التي كانت أول زيارة بابوية لشبه الجزيرة العربية.

 البابا فرنسيس يلتقي الأمير محمد بن زايد آل نهيان بالإمارات
البابا فرنسيس يلتقي الأمير محمد بن زايد آل نهيان بالإمارات

وتعمل الإمارات على نشر صورتها كمركز للتسامح، وتقول إنها "تدعم الحرية الدينية والتنوع الثقافي".

ورغم أن المعبد اليهودي سيكون الأول في الإمارات فإن مجموعة صغيرة من الوافدين اليهود تستخدم بيتا في دبي لإقامة الشعائر الدينية.

ومن دور العبادة الرسمية الأخرى في البلاد كنائس مسيحية ومعبد هندوسي ومعبد سيخي.

وأغلب المقيمين في الإمارات من العاملين الوافدين وأكبر طائفة منهم من الهنود.

وقالت السفارة الهندية في أبوظبي إن 2.6" مليون هندي يعيشون في الإمارات أي حوالي 30 في المئة من مجموع السكان".

وذكرت تقارير أن أكثر من 200 جنسية تقيم في الإمارات تحت مظلة الوئام والانسجام.

ولا تربط الإمارات علاقات دبلوماسية بإسرائيل رغم أن ساسة إسرائيليين زاروا البلاد من قبل للمشاركة في فعاليات دولية.

وأولى مؤسسو دولة الإمارات، قيم العدل والمساواة والـتآلف والتسامح وقبول الآخر واحترامه واحتواء الاختلافات الدينية والعرقية.

وأثمرت الجهود التي خاضتها الإمارات في هذا المجال، في تشكل مزيج ديني يجمع بين الأديان على اختلافها وهو ما يشكل نموذجا يحتذ به في نشر السلام والتسامح والجمع بين الشعوب.

وأكدت التجارب أن الإمارات رائدة بكل المقاييس في مجال التسامح الديني وحوار الحضارات، مؤكدة على ولائها للمرجعية الإسلامية وقيمه الإنسانية، ونظرتها للإنسان بما يتماشى مع احتياجاته المتنوعة وتوجهاته المختلفة في الحياة.

وجاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، 2019 'عاما للتسامح'، ليرسخ بذلك امتداد القيم النبيلة، جاعلا من الإمارات عاصمة عالمية للتسامح.

وأكد صاحب السمو بهذا الإعلان على أهمية نشر وتعزيز قيم التسامح لتصبح عملا مؤسسيا مستداما.

وفي سياق القيادة الرشيدة وتعزيز قيم التسامح ونبذ الكراهية، أطلقت الإمارات مبادرتها العالمية للتسامح، إذ أقرت الدولة مجموعة من الإجراءات والقرارات التي تجمع بين الأديان إيمانا منها بأنه الطريق للأمن والاستقرار والبناء والتطور.

وأنشأت في العام 2016 وزارة للتسامح وأصدرت قانونا يكافح التمييز والكراهية.

وأصدرت أيضا قانونا بإنشاء المعهد الدولي للتسامح، مخصصة برنامجا وطنيا للتسامح  للتشجيع على التعايش السلمي، فقد أطلقت الدولة جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح.

وبهذا ارتقى التسامح في دولة الإمارات من فكرة وقيمة، إلى نهج حياة وجوهر وعمق، واكتسى بعدا سياسيا ضمن أولويات الدولة التي تستمر في التقدم في مجال القيم الإنسانية الفاضلة بمختلف معانيها.

وأصبح التسامح بالإمارات من أولويات الدولة التي باشرت خطوات عملية في هذا المجال، فقد جرمت على سبيل المثال لا الحصر الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، ما رجح الدولة إلى أن تكون شريكا أساسيا في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز بجميع أشكاله.