جهود جزائرية لإصلاح تداعيات انتقادات تبون للوضع السياسي في تونس
الجزائر - يبدو ان النظام الجزائري يسعى جاهدا لإصلاح التداعيات السلبية لتصريح الرئيس عبد المجيد تبون المثير للجدل بشان تونس وذلك خلال مؤتمر صحفي في ايطاليا الأسبوع الماضي.
ووصف مصدر جزائري في تصريح لموقع الشروق أون لاين الجزائرية الجدل بشان مواقف تبون بانها "تأويلات افتراضية لا تتوافق مع تضامن الجزائر مع تونس وشعبها الشقيق".
وقال نفس المصدر ان" التصريحات أثارت قراءات متحيزة وتأويلات لا تتوافق مع التعبير الصريح لرئيس الجمهورية عن تضامن الجزائر الفعلي مع تونس وشعبها الشقيق لمساعدتهم من أجل تجاوز الصعوبات التي يواجهونها".
وسعى نفس المصدر لاقناع الرافضين لتصريحات تبون بان الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول قائلا "الجزائر تبقى وافية لمبدئها المبني على عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول" متابعا " لطالما أكدنا رفضنا القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونثق في عبقرية التونسيين لإيجاد الحلول التي تلبي تطلعاتهم، بكل سيادة، وبعيداً عن التدخل الأجنبي".
وكان تبون اثار انتقادات في تونس بعد ان صرح الخميس الماضي من روما بانه تم الاتفاق مع إيطاليا على مساعدة تونس للخروج من المأزق الذي تمر به والعودة الى المسار الديمقراطي".
وأضاف تبون "ان هنالك توافقا بين بلاده وايطاليا بشان الاوضاع في تونس".
وتعرض تبون نتيجة لذلك لانتقادات في الداخل التونسي خاصة من قبل وسائل الاعلام التي رفضت هذه التدخلات من الشقيقة الكبرى.
ورغم ان تصريحات تبون لم تؤيدي الى ردود فعل رسمية حيث خيرت السلطات التونسية التزام الصمت لكن وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك وجهت انتقادات للسلطات الجزائرية.
في المقابل سعت أصوات معارضة للرئيس قيس سعيد على غرار حركة النهضة باستغلال موقف تبون الاخير للادعاء بان الرئيس التونسي يعيش حالة من العزلة وبان الداعم الرئيس لتونس وهي الجزائر باتت تتراجع عن مواقفها.
وسعت الأصوات المعارضة لسعيد للترويج لمعطيات بشان قرار جزائري بقطع الغاز عن تونس خلال الفترة الصيفية المقبلة لكن وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية نايلة نويرة، نفت الأخبار المتداولة حول عدم استجابة الجزائر لطلب تونس تزويدها بالغاز الطبيعي.
وبينت الوزيرة في تصريح للإذاعة الوطنية الاسبوع الماضي أن الجهات المختصة في البلدين تعملان على دراسة العرض المقدم من تونس وكيفيات تنفيذه والفرق الفنية تعمل على ذلك.
وأشارت الوزيرة التونسية بان الإشكال يكمن في ارتفاع العرض التونسي مع ازمة الطاقة التي يعيشها العالم بسبب الحرب الروسية على اوكرانيا.
ويقول مراقبون ان تصريحات تبون تاتي في اطار تطورات جيوسياسية وتقارب مع الاتحاد الأوروبي وخاصة ايطاليا التي تمثل الموقف الأميركي في أوروبا.
والولايات المتحدة تنتقد ما تصفه بتجاوز الرئيس سعيد لمؤسسات الدولة وللدستور وتدعو للعودة الى المسار الديمقراطي بينما اعتبرت الجزائر مؤيدة بشدة لقرارات 25 يوليو/تموز.