جهود دبلوماسية مكثفة لتفادي هجوم المتمردين على أديس أبابا

أصوات دولية وافريقية تتعالى منادية بوقف إطلاق النار وبضبط النفس واللجوء للحوار في اثيوبيا التي تقف على حافة حرب مدمرة، بينما يبدو صوت الرصاص أعلى من أصوات التهدئة.
الحكومة الأثيوبية تتهم وسائل الإعلام الدولية بالمبالغة في إثارة القلق باثيوبيا
أميركا تجيز لموظفي سفارتها غير الأساسيين وعائلاتهم مغادرة أديس أبابا
بريطانيا تنصح رعاياها بمغادرة العاصمة الاثيوبية

أديس أبابا - تتسارع الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب أهلية مدمرة في اثيوبيا وتفادي هجوم وشيك على أديس أبابا بعد أن تقدمت قوات جبهة تيغراي من شمال البلاد صوب العاصمة الإثيوبية هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا في وقت لاحق اليوم للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية في الشمال والسعي لبدء محادثات وقف إطلاق النار.

ودعا الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني إلى عقد اجتماع لزعماء دول تكتل شرق أفريقيا في 16 نوفمبر/تشرين الثاني لبحث الصراع في إثيوبيا بين الحكومة المركزية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

ودعت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى وقف الأعمال القتالية على الفور وحثت الأطراف على ضبط النفس والعمل على خفض التصعيد والتوتر وحل الخلافات عبر حوار، فيما أصدر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بيانا أمس الأربعاء جاء فيه أن "القتال يجب أن يتوقف".

ودعا الأطراف المتحاربة إلى "وضع السلاح ووقف القتال وإجراء محادثات وإيجاد سبيل لسلام دائم"، بينما يبدو صوت الرصاص في هذه المرحلة أعلى بكثير من الأصوات المنادية بالحوار وتجنب حرب قد تكون تداعياتها الأمنية خطيرة في منطقة شديدة الاضطراب مع تنامي نشاط الجماعات الجهادية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أمس الأربعاء لتقديم مساعيه الحميدة لتهيئة الظروف للحوار حتى يتوقف القتال.

وفي إشارة أخرى على القلق سمحت السفارة الأميركية في أديس أبابا بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسبب تصاعد الأعمال القتالية في إثيوبيا.

وجاء ذلك بعدما قالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إنها تشعر بقلق بالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا، مكررة الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.

وقالت السفارة "سمحت وزارة الخارجية في الثالث من نوفمبر بالرحيل الطوعي لموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين وأفراد الأسر... من إثيوبيا بسبب الصراع المسلح والاضطرابات الأهلية والنقص المحتمل في الإمدادات".

وقال فاسيكا فانتا المتحدث باسم الشرطة اليوم الخميس إن قوات الأمنية اعتقلت الكثيرين في أديس أبابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ يوم الثلاثاء، فيما تتهم مصادر السلطات الفدرالية بشن حملة اعتقالات عرقية عشوائية.

وقال سكان أمس الأربعاء إن أفرادا ينتمون لعرق التيغراي اعتقلوا، لكن فانتا قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي، مضيفا "نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية... ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي".

وقال كذلك إن كثيرين يسجلون سلاحهم لدى مراكز الشرطة في المدينة تنفيذا لتوجيهات الحكومة الصادرة يوم الثلاثاء للسكان بالاستعداد للدفاع عن مناطقهم، مضيفا "بعضهم يأتي بقنابل وأسلحة ثقيلة ونقوم بتسجيلها كذلك".

وبدت الشوارع والمتاجر في أديس أبابا، المدينة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، مزدحمة كالمعتاد صباح اليوم الخميس، لكن بعض السكان قالوا إن هناك شعورا بعدم الارتياح.

وقال رجل طلب عدم نشر اسمه "هناك شائعات عن تقدم المتمردين. الناس يتناقشون بشأن الصراع، أغلب الناس يحملون الحكومة مسؤولية ما حدث".

كانت إثيوبيا قد أعلنت يوم الثلاثاء حالة الطوارئ، بعدما هددت قوات من إقليم تيغراي الشمالي بالتقدم صوب العاصمة أديس أبابا.

وقال جيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أمس إن قوات تيغراي موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومترا من العاصمة.

واتهمت بيليني سيوم المتحدثة باسم أبي وسائل الإعلام الدولية بالمبالغة في إثارة القلق في تغطيتها لإثيوبيا. وقالت على تويتر "ترديد دعاية الإرهابيين باعتبارها الحقيقة من مكتب في أماكن بعيدة منفصلة عن الواقع على الأرض عمل غير أخلاقي بالمرة".

وأمس الأربعاء، حثت بريطانيا مواطنيها على التفكير في مغادرة إثيوبيا في الوقت الذي مازالت توجد فيه بدائل تجارية متاحة.

وبدأ الصراع قبل عام عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد. وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد مزيدا من القوات للمنطقة.

وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا نحو 30 عاما لكنها فقدت نفوذها عندما تولى أبي السلطة في 2018 بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت سنوات.

واتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أبي أحمد بعد ذلك بأنه يحكم البلاد مركزيا على حساب الأقاليم الإثيوبية، وهو ما ينفيه.

وقال جيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أمس الأربعاء إن قوات تيغراي وحلفائها من جماعة أورومو تقدموا كثيرا في الأسبوع الماضي وتعهد بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا.

وتابع "لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء. نأمل أن تكون العملية سلمية إذا أمكن".

وقال محلل إقليمي على تواصل مع أطراف الحرب وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الجبهة ستوقف على الأرجح أي تقدم صوب أديس أبابا حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة. ويتطلب هذا الاستيلاء على مدينة ميله. وقال جيتاشيو يوم الثلاثاء إن قوات تيغراي تقترب من ميله.