جهود عراقية حثيثة لحصر السلاح المنفلت بيد الميليشيات

الحكومة العراقية تعلن تحقيق نجاحات في حملة نزع الأسلحة المنفلتة بيد الفصائل المتمردة والعصابات ومصادرتها لتحصين أمن العراق في ظل التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن.
الداخلية العراقية تصادر آلاف الأسلحة المنفلتة في عدد من المحافظات
العراق يؤكد سيطرته على المنافد الجوية تحسبا لأي اعتداءات
الكاظمي يشن حربا على الفصائل الموالية لإيران لكبح نفوذها المتنامي

بغداد - تستمر الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في حملة حصر الأسلحة المنفلتة وذلك ضمن الجهود الحثيثة لتعزيز أمن العراق وتحصينه من هجمات محتملة على وقع التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن وفي ظل تمادي الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وفي ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد، وجهت الميليشيات العراقية الموالية لطهران تهديدات للكاظمي بعد اتهامه بالعمالة للولايات المتحدة، وسط مخاوف من تحريك إيران لأذرعها وضرب قواعد أميركية بالعراق مجددا، بعد هجمات عنيفة عدة تواترت خلال العام الماضي وخلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين العراقيين.

وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم الاثنين مصادرة الآلاف من الأسلحة المنفلتة في مناطق عدة في المحافظات العراقية، مشيرة إلى أن العمليات الأمنية أسهمت بشكل كبير في انخفاض نسبة الجرائم المجتمعية وحققت الأهداف.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "هناك جملة من التهديدات كانت تواجه المجتمع العراقي وأحد هذه التهديدات هو السلاح المنفلت والنزاعات العشائرية والجريمة المنظمة وغيرها، لذلك فإن الوزارة أجرت عمليات كبيرة في مناطق مختلفة من البلاد، لنزع الأسلحة سواء من البيئات العشائرية أو مراكز المدن أو في المناطق التي عادة تحدث فيها نزاعات".

وأضاف المحنا أنه "تمت مصادرة الآلاف من قطع السلاح الخفيفة والمتوسطة خلال الفترة الماضية، حيث كانت هناك نجاحات، وتحقيق أهداف خلال العمليات التي شنتها قواتنا الأمنية"، مؤكدا أن "العمليات مستمرة وبوتيرة متصاعدة لمصادرة جميع الأسلحة المخالفة".

وأشار إلى أن "كثيرا من الجرائم بدأت تنخفض لا سيما المرتبطة بالمخدرات بعد الحملات القوية التي أطلقتها وزارة الداخلية، وأسفرت عن إلقاء القبض على الآلاف من المتاجرين، وضبط مئات الكيلوجرامات من المواد المخدرة، والوصول إلى أماكن نائية جدا كان يتصور المهربون أنه يصعب الوصول لها".

وأمس الأحد تظاهر آلاف العراقيين مرددين هتافات من بينها "كلا كلا أميركا" و"الانتقام"ّ، في ساحة التحرير وسط بغداد، وتجمع الآلاف وغالبيتهم من الموالين للحشد الشعبي التحالف الذي يضم فصائل شيعية أُدمجت مع القوات الأمنية، للتنديد أيضا بالكاظمي الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات حين تمت تصفية سليماني والمهندس والذي دخل في مواجهة مع تلك الميليشيات تحت عنوان حصر السلاح بيد الدولة.

يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي قد أكد الاثنين الماضي أن حكومته لن تسمح للسلاح المنفلت بتهديد حرية العراقيين وعرقلة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام الجاري.

وقال الكاظمي "لن نسمح للسلاح المنفلت بالتحرك وتهديد حرية المواطن وأمنه وثقته بالعملية الانتخابية"، مضيفا "لدينا فرصة للنجاح في استعادة ثقة الشعب بالدولة والنظام السياسي والآليات الديمقراطية، بإقامة انتخابات نزيهة وعادلة من شأنها أن تحقق استقرار البلد".

أمن العراق مسألة ملحة في أجندة الكاظمي
أمن العراق مسألة ملحة في أجندة الكاظمي

اتخذ الكاظمي منذ توليه رئاسة الوزراء إجراءات أمنية حازمة لكبح نفوذ الميليشيات المسلحة العراقية الموالية لإيران وضيق الخناق عليها وأقر إجراءات هامة لقطع وصول التمويلات الإيرانية لها.

وضمن جهود الحكومة العراقية لتعزيز أمن البلاد وحماية الأراضي العراقية من نفوذ الميليشيات، أعلنت قيادة الدفاع الجوي بالعراق الإثنين، أن جميع الطائرات التي تدخل أجواء البلاد تحت السيطرة.

جاء ذلك في تصريح قائد الدفاع الجوي معن السعدي لوكالة الأنباء الرسمية تحسبا لاعتداءات تهدد أمن العراق في ظل تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال السعدي "جميع الطائرات التي تدخل الأجواء العراقية تحت مرأى سلاح قواتنا وتتطلب موافقة القيادات العسكرية العليا"، مضيفا "دخول أي طائرة للأجواء العراقية غير ممكن إلا بعد أن يكون هناك تنسيق وموافقات من القيادات العليا في القوات المسلحة".

وتابع "هناك خروقات قد تحدث ولكنها مرصودة.. الخروقات تتمثل بدخول طائرات في اتجاه غير مسموح"، دون تفاصيل أكثر.

وفي 20 ديسمبر/كانون أول الماضي أطلق مجهولون 8 صواريخ على المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، ما أدى إلى إصابة جنود، وفق بيان سابق لوزارة الدفاع العراقية.

وتكافح الحكومة العراقية لاحتواء هجمات محتملة تسعى لشنها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران تستهدف قواعد عسكرية أميركية انتقاما لمقتل سليماني والمهندس في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.