جهود غريفيث لا تمنع تهديدات الحوثيين للسعودية

التهديدات بضرب عمق المملكة تكشف ان المتمردين لا يسعون للسلام في وقت يزور فيه وزير الداخلية اليمني الرياض لبحث ترتيبات الملف الامني في المناطق المحررة.

صنعاء - واصل الحوثيون توجيه التهديدات للدول المحاورة لليمن خاصة المملكة العربية السعودية رغم الزيارة التي يؤديها المبعوث الأممي مارتن غريفيث لايجاد تسوية تمكن من تطبيق اتفاق السويد.

وقال قيادي حوثي، الأربعاء، إن جماعته ستواصل ضرب عمق السعودية حتى توقف هجومها.
جاء ذلك خلال لقاء غريفيث، مع رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، التابع للحوثيين مهدي المشاط، بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وأضاف أنه طالما استمرت عمليات التحالف العربي، سنستخدم كل متاح لضرب السعودية في عمقها، حتى إجبارها على وقف هجومها.
وتهديدات المسؤول الحوثي ليست جديدة وهي تأتي في اطار السياسات الايرانية المهددة للاستقرار في المنطقة.

ويرى مراقبون ان المتمردين في اليمن ينفذون الاجندات الايرانية وذلك بعد المازق الذي تعيشه طهران بفعل تشديد العقوبات الأميركية عليها بعد خرقها للاتفاق النووي لسنة 2015.

ويشير متابعون ان تصريح المسؤول في الجماعة المتمردة بحضور غريفيث تؤكد انهم لا يسعون للسلام في اليمن والمنطقة.
وغادر المبعوث الأممي العاصمة اليمنية صنعاء، بعد زيارة استمرت يوما واحدا، التقى خلالها قيادات حوثية لإحياء عملية السلام، وبحث اتفاق ستوكهولم.

وكان غريفيث اكد الاثنين خلال لقاء جمعه في العاصمة السعودية الرياض مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أنه يسعى لإبقاء اليمن خارج التوترات في المنطقة.

لكن حديث غريفيث يجانب الصواب ويبدو بعيدا عن منطق الواقعية في التعاطي مع الأزمة الراهنة، حيث تدفع إيران وكلاءها ومن ضمنهم الحوثيون لخوض مواجهة بالوكالة عنها.

 المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث
غريفيث دعا الى ابعاد اليمن عن الصراع الاقليمي

ومؤخرا، كثفت الجماعة هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ المتوسطة المدى على أهداف سعودية، لا سيما مطاري جازان وأبها.
وتوجه وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، الأربعاء، إلى الرياض، في زيارة يبحث خلالها ترتيبات الملف الأمني في المحافظات اليمنية المحررة من الحوثيين، مع الحكومة السعودية.
وحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية اليمنية، فإن الميسري الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الحكومة، توجه إلى الرياض في زيارة عمل رسمية تستغرق عدة أيام، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من القيادة السعودية.
وسيجري الميسري خلال الزيارة، سلسلة مباحثات أمنية تتضمن ترتيبات الملف الأمني وتحمل وزارة الداخلية اليمنية المسؤولية الأمنية الكاملة بالعاصمة المؤقتة عدن (جنوب) والمحافظات المحررة (من الحوثيين)، حسب المصدر.
كما ستتناول الزيارة، "بحث سبل تدعيم التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين الشقيقين وتأسيس غرفة عمليات أمنية مشتركة".
وسيلتقي الوزير اليمني خلال زيارته إلى الرياض، نظرائه من المسؤولين بوزارة الداخلية السعودية، لاستكمال مناقشة عدد من الملفات، من ترتيب عمل القوات الأمنية المختلفة، حسب المصدر.
وتأتي زيارة الوزير اليمني، ضمن مساعي وزارة الداخلية لفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة من الحوثيين.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثيين المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وأدى القتال المشتعل باليمن في 30 جبهة، إلى مقتل 70 ألف شخص، منذ بداية العام 2016، حسب تقديرات لمارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن في 17 يونيو/حزيران 2019.