جهود فرنسية مستمرة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

التهديدات الإيرانية بتقليص مزيد من الالتزامات النووية يضع الوسيط الفرنسي في حرج فيما تواصل باريس التفاوض مع الرئيس الأميركي بحثا عن حل وسط ينهي التوترات المتصاعدة.

ماكرون تباحث مع ترامب هاتفيا حول الملف النووي الإيراني
فرنسا تريد تخفيف القيود المفروضة على إيران
باريس تعقد آمالا كبيرة على لقاء محتمل بين ترامب وروحاني

باريس - تواصل فرنسا جهودا مكثفة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الإنهيار ولإثناء إيران عن تنفيذ الخطوة الثالثة في تقليص التزاماتها النووية بعد أن أبدت طهران عزمها القيام بالمزيد من الإجراءات لخفض القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ايار 2018 وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

وتأمل فرنسا في دفع الرئيسين الأميركي والإيراني لعقد اجتماع مباشر على أمل أن يدفع اللقاء لكسر جمود أزمة الملف النووي.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة أن "الحوار مستمر" حول ملف إيران النووي بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب.

وقال الإليزيه إن الرئيسين الفرنسي والأميركي بحثا في "مواصلة المبادلات المنتظمة التي أجرياها في الأشهر الأخيرة" حول إيران.

وجرت المحادثة على خلفية توتر جديد إيراني-أميركي في حين ستعلن طهران السبت تفاصيل الخفض الجديد للقيود التي تم الموافقة عليها في 2015 بشأن أنشطتها النووية، في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن إستراتيجيتها "في ممارسة ضغوط قصوى" على طهران.

وتأتي المكالمة بعد 10 أيام على انتهاء قمة مجموعة السبع في بياريتس حيث تم التطرق إلى لقاء محتمل بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني.

وتواصل باريس منذ اللقاء الذي جمع ترامب وماكرون على هامش قمة مجموعة السبع "جهودها لنزع فتيل الأزمة" ودعت الخميس إيران "للامتناع عن أي تحرك فعلي غير مطابق لالتزاماتها".

وخلال المحادثة بحث ماكرون وترامب مسألة فرض ضرائب على عمالقة الانترنت بحسب الإليزيه. وخلال قمة مجموعة السبع أكدت فرنسا التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص.

لكن تلويح إيران بتقليص المزيد من التزاماتها النووية على خلاف ما هو منصوص عليه في اتفاق 2015، يحرج فرنسا التي تقود الجهود الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي ويعقّد وساطتها لإقناع واشنطن بتخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

ويقول متابعون للأزمة النووية، إن الممارسات الإيرانية لا تخرج عن سياق الضغوط لانتزاع دعم أوروبي أقوى في مواجهة العقوبات الأميركية، إلا أن ذلك من شأنه أن يشوش على جهود إنقاذ الاتفاق النووي من جهة وتنفيس الأزمة الإيرانية.

وأشاروا إلى أن طهران راكمت خبرة في التعامل مع العقوبات الغربية أتاحت لها معرفة كيفية مناورة الخصوم والحلفاء في الوقت ذاته.

ويبدو أنها اختارت التصعيد سبيلا لتنفيس مأزقها النووي، مراهنة على خوف الشركاء الأوروبيين من انهيار الاتفاق النووي.

وأضافوا أنه لم يعد أمام طهران الكثير لتخسره في ظل العقوبات الأميركية المشددة التي تدفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة الهاوية.

وبناء على ذلك ذهبت بعيدا في معركة ليّ الأذرع سواء مع خصمها الولايات المتحدة أو مع الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي.