جهود لا تهدأ لإحتواء التوتر في البحر الأحمر

رئيس المنظمة البحرية الدولية: نعمل بلا كلل لإيجاد حل للأزمة في البحر الأحمر.
لا مؤشرات على هدوء قريب للتوترات في البحر الأحمر
استمرار التوترات في البحر الأحمر يكلف شركات الشحن نفقات إضافية

لندن - أكد رئيس المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أرسينيو دومينغيز أنّ المنظمة تعمل "بلا كلل" لإيجاد حل للأزمة في البحر الأحمر التي تؤثر على حركة نقل البضائع عالميا.

ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لأسوأ وأعنف هجوم إسرائيلي خلف عشرات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين ومئات آلاف النازحين.

وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الإستراتيجية التي يمرّ عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية وتسبّبت بتحويل العديد من شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة نحو أسبوع.

وشدّد دومينغيز على أن "هذا الحل ليس الأمثل" للشركات، لأنه يزيد تكلفة النقل وبالتالي سعر المنتجات المنقولة. وقال "حاليا أكثر من 60 بالمئة من الحمولة التي كانت تمر سنويا عبر قناة السويس، باتت تمر عبر جنوب إفريقيا. زادت كلفة التأمين وبات الوقود يُستخدم بكميات أكبر، ما يعني حتما تكاليف إضافية وهناك تأثير بشري يطال البحارة، لأن ذلك يمثل عشرة أيام إضافية من الملاحة".

وأكد أنّ هدف المنظمة المسؤولة عن ضمان أمن النقل البحري والتي تتخذ من لندن مقرا، هو "توفير تدابير عملية وتشغيلية حتى تتمكن السفن من مواصلة العمل"، مضيفا أنه يريد أن يبقى "متفائلا" بشأن إمكانية حل النزاع.

وقال "نعمل بلا كلل لمواصلة تنسيق أي تحرّك يؤدي إلى حل هذه المشكلة"، مؤكدا أنّ "حوارا يجري مع كافة الأطراف"، موضحا أنّ دور المنظمة هو "الحرص على استمرار الأطراف في التحاور حتى لا يتدهور الوضع بشكل أكبر ولنستعيد بيئة بحرية آمنة".

وبحسب صندوق النقد الدولي، تراجعت حركة المرور في البحر الأحمر بالفعل بنسبة 30 بالمئة على الأقل هذا العام نتيجة للهجمات.

وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة سلسلة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق. وتقول واشنطن ولندن إن الضربات هدفها تقليص قدرات الحوثيين على تهديد حركة الملاحة. وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون باستهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".

وفي أحدث التطورات، قالت القيادة المركزية الأميركية اليوم الأحد إن قواتها شنت أمس السبت غارات دفاعا عن النفس على سفينتين مسيرتين غير مأهولتين وثلاثة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن شمال مدينة الحديدة في اليمن.

وأضافت في بيان "حددت القيادة المركزية الأميركية هذه المركبات والصواريخ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة".