جهود مصرية لرفع السودان من لائحة الإرهاب

واشنطن رفعت العقوبات المفروضة منذ 1997 في أكتوبر 2017 لكنّها أبقت على السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب، ما أبعد المستثمرين الأجانب عن هذا البلد.

الخرطوم - أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري الاثنين في الخرطوم أن القاهرة تدعم رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو عنصر أساسي يعرقل جهود انعاش اقتصاد هذا البلد الإفريقي.

ويزور شكري القاهرة في زيارة تستمر يوما واحد لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السودانيين في زيارة اعتبرت القاهرة أنها "تؤسِّس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين" خلال المرحلة الانتقالية في السودان.

وكانت القاهرة حليفا قويا للمجلس العسكري الذي تسلم الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل الماضي على إثر أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه الذي استمر 30 عاما.

لكنّ العلاقات بين الجارين العربيين شابتها خلافات عبر الزمن بسبب نزاعات حدودية وتجارية وسياسية، ذلك رغم الجهود التي بذلها الطرفان لتجاوز الخلافات.

والاثنين، أجرى شكري مباحثات مع رئيس الوزراء الجديد عبدالله حمدوك وأول وزيرة خارجية في تاريخ السودان أسماء عبدالله.

كما التقى الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الذي يشرف على المرحلة الانتقالية في البلد العربي الإفريقي.

وقال شكري إنه خلال المباحثات مع المسؤولين السودانيين، التي رمت إلى "تعزيز العلاقات بين البلدين"، قدّم دعم مصر لرفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأبلغ الصحافيين أنّ "مصر تدعم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وتابع "تم إثارة هذا الأمر مع الولايات المتحدة بعد حدوث التغيير في السودان ونعمل على هذا الأمر في تنسيق مع المسؤولين السودانيين".

وأدت سنوات من العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة على السودان إلى عزلة السودان عن المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي.

وكانت المشاكل الاقتصاديّة منطلق التظاهرات التي اندلعت في كانون الأول/ديسمبر 2018 بعد زيادة سعر الخبز. وسرعان ما تحوّلت التظاهرات المطلبية إلى احتجاجات على نظام حكم البشير.

ورفعت واشنطن العقوبات المفروضة في العام 1997 في تشرين الأول/أكتوبر 2017 لكنّها أبقت على السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب مع سوريا وإيران وكوريا الشمالية، ما أبعد المستثمرين الأجانب عن البلد العربي الإفريقي.

وفرضت واشنطن هذه الإجراءات القاسية بسبب دعم نظام البشير المفترض للتنظيمات الإسلامية المتطرفة.

وأقام مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في السودان بين عامي 1992 و1996.

وأجرى السودان مفاوضات مع الولايات المتحدة لرفع اسمه عن القائمة منذ رفع العقوبات الاقتصادية قبل نحو عامين.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان مساء الأحد أن "تلك الزيارة تحظى بأهمية خاصة باعتبارها تؤسِّس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين خلال المرحلة الانتقالية في السودان".

وتابعت أنها "تُسهم في الوقوف على أوجه التضامن والدعم المصري في مواجهة تحديات تلك المرحلة".

والعام 2015، اتهم البشير جهات مخابراتية مصرية بدعم المتمردين في إقليم دارفور (غرب) بمدرعات بعد هجوم شنه هؤلاء، لكن علاقة البلدين تحسنت لاحقا عقب مشاركة البشير في تشرين الأول/أكتوبر 2016 في احتفال في القاهرة في ذكرى حرب أكتوبر.

وتحسنت العلاقات بعد أنّ قررت الحكومة السودانية في تشرين الأول/أكتوبر 2018 إلغاء الحظر على استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية الذي فرضته في أيار/مايو2017، وذلك إثر تبادل البشير والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الزيارات.

ودعم السيسي ومسؤولون مصريون مرارا الاستقرار في السودان بعد أن اندلعت التظاهرات ضد البشير في كانون الأول/ديسمبر 2018.

وشكّلت سيطرة مصر على مثلث حلايب وشلاتين، الواقع في منطقة حدودية مطلة على البحر الأحمر غنية بالموارد، لبّ الخلاف بين البلدين لعقود.

وخلال حكم البشير، احتج السودان مرارا على إدارة مصر للمثلث الحدودي مؤكدا أنها جزء من أراضيه منذ استقلاله في العام 1956.