جورج ميلر يقدم ملحمة عشق في 'ثلاثة آلاف عام من الشوق'

المخرج الأسترالي الحائز على الأوسكار يقود فيلما رومانسيا يدور في إطار الكوميديا حول امرأة وحيدة تحصل على ثلاث أمنيات من جني مقابل حريته.
جورج ميلر اشتهر بسلسلة أفلام التشويق 'ماد ماكس'
المخرج المخضرم غالبا ما يثير الجدل بتناقض أسلوبه السينمائي
أفلام ميلر تتأرجح بين أشرطة شديدة الإثارة وأخرى مدافعة عن الطبيعة

لوس أنجليس - يقدم المخرج الاسترالي الشهير جورج ميلر الحاصل على الأوسكار في سبتمبر/أيلول الفيلم الرومانسي الكوميدي "ثلاثة آلاف عام من الشوق" بمشاركة النجمين إدريس إلبا وتيلدا سوينتون.
وحتى الآن لا تزال المعلومات شحيحة عن الفيلم لكن المخرج وصفه بأنه قصة حب ملحمية حول امرأة وحيدة تسافر إلى اسطنبول وتلتقي هناك بجني.
وكان العمل ضمن مشاريع ميلر (76 عاما) منذ العام 2018، وتم تأجيل الاشتغال عليه أكثر من مرة كان آخرها في بداية العام 2020 عندما تفشى فيروس كورونا في دول العالم كله وتم تأجيل تصوير غالبية الأفلام السينمائية.
وكتب ميلر "ثلاثة آلاف عام من الشوق" وتم تصويره في لندن وأستراليا واسطنبول، ويمثل المشروع توجها جديدا لصاحب فيلم "ماد ماكس" الذي حقق عام 2015 أرباحًا بلغت 374 مليون دولار خلال عروضه العالمية.

تيلدا سوينتون
تيلدا سوينتون بطلة 'ثلاثة آلاف عام من الشوق'

تدور قصة الفيلم حول امرأة بريطانية (تيلدا سوينتون)، تحصل على ثلاث أمنيات من جني مقابل حريته، من ضمنها أن تلتقي بحبيب.
والفيلم القادم لا يشبه أبدا الأعمال السابقة للمخرج، لكن مجرد معرفة أن ميلر يعمل أخيرا على مشروع سينمائي جديد، يجب أن يكون كافياً لإثارة حماس معظم محبي الأفلام، ذلك أن فيلمه "ماد ماكس" تلقى إشادة كبيرة من النقاد، الذين مدحوا التمثيل والسيناريو ومشاهد الحركة والمجازفات والإخراج، وأصبح بالفعل ظاهرة ضمن أفلام الإثارة، وكان لدى الجميع سؤال واحد: ماذا سيفعل جورج ميلر بعد ذلك؟
وكان الكثيرون يأملون في نسخة أخرى من الفيلم، لكن إعلان ميلر عن قيادته لـ"ثلاثة آلاف من الشوق" أثار فضول المشاهدين خاصة وأن عنوانه يوحي بأنه ذو حبكة ملحمية، وهو مشابه إلى حد ما لفيلم وثائقي صنعه ميلر بعنوان "40 ألف سنة من الحلم" الذي يدور حول تاريخ السينما الأسترالية.
 يذكر أن ميلر المخضرم، غالبا ما يثير الجدل بتناقض أسلوبه السينمائي المتأرجح بين أشرطة شديدة "الإثارة" وأخرى مدافعة عن الطبيعة تتخذ شكل الرسوم المتحركة.

إدريس إلبا
إدريس إلبا نجم فيلم ميلر

وقد اشتهر المخرج والمنتج ومؤلف السيناريوهات بسلسلة أفلام التشويق "ماد ماكس" التي فتحت أبواب الشهرة للممثل ميل غيبسون. 
وأطلق ميلر الجزء الأول من سلسلة "ماد ماكس" سنة 1979 ولقي نجاحا عالميا، وتلاه جزء ثان سنة 1981 ثم ثالث سنة 1985، وكان "فوري رود" الجزء الأخير منها فاز في 2016 بستة جوائز أوسكار، أبرزها الديكور والماكياج والصوت.
وأخرج ميلر في جملة أعماله الفيلم الدرامي "لورنزوز أويل" (1992)، وهي قصة حقيقية لكفاح والدين من أجل إنقاذ ابنهما من مرض أعصاب.
ويعرف ميلر بشح تصريحاته للصحافة، فبات لغزا محيرا للنقاد والجمهور حيث يبدو في كل فيلم يصنعه على نقيض من عمل آخر، لكن هذه التناقضات الظاهرية تعكس فلسفته للفن والحياة إذ يقول: "أظن أن صنع السينما أمر مغر جدا، يوظف كل المهارات الإنسانية التي يمكن تصورها: التلحين، الفن، التكنولوجيا، الموسيقى، الحركة والكوريغرافيا... بل يوظف الحياة بأكملها. نحن رهن أفكار الساعة ونعيش في عالم فوضوي. تصلنا كميات كبيرة من المعلومات ونسعى وسط ذلك إلى إيجاد صدى لخلق المعنى. والحكايات هي طريقة لاستخراج شيء ما من هذا السيل. وهو أمر مغر جدا".