جيش على الورق فقط في أفغانستان

مكتب المفتش الأميركي يكتشف وجود 42 الفا من 'الأشباح' في الجيش والشرطة، تصرف رواتبهم ومخصصاتهم من مساعدات واشنطن.

واشنطن - قالت هيئة رقابية بالحكومة الأميركية الخميس إن هناك تراجعا حادا في حجم قوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية خلال الشهور القليلة الماضية بسبب تغيير طريقة إحصاء أعدادهم في مسعى لاستبعاد أسماء جنود ليس لهم وجود في الواقع ويطلق عليهم الجنود "الأشباح".
وقال مكتب المفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان في تقرير إن حجمهذه القوات تراجع بنحو عشر نقاط مئوية في الفترة من أبريل/نيسان حتى نهاية يونيو/حزيران مقارنة بالثلاثة أشهر السابقة.
وأضاف التقرير أن عدد القوات انخفض بنحو 42 ألفا مقارنة بنفس الفترة تقريبا من العام الماضي.
ويأتي هذا فيما تحاول واشنطن إبرام اتفاق إطاري للسلام مع متمردي حركة طالبان، من المتوقع أن يتضمن جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأميركية التي يقدر عددها حاليا في أفغانستان بنحو 14 ألفا.
ويتركز عمل 9000 تقريبا من هذه القوات على مهام التدريب والإرشاد ومعاونة قوات الأمن الأفغانية.
وذكر مكتب المفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان نقلا عن معلومات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ان تراجع حجم القوة الأفغانية يرجع إلى اعتماد نظام البيانات البيومترية وليس التعويل على العدد الذي يبلغ به المسؤولون في الميدان.
وأضاف التقرير "التغيير جزء من مسعى من جانب الولايات المتحدة وشركائها لتضييق الفرص التي تتيح للمسؤولين الفاسدين في قوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية إعداد تقارير عن جنود 'أشباح' بالشرطة والجيش وإدراجهم على كشوف القوات لأخذ رواتبهم".
وفي الأعوام الأخيرة، ازدادت المساعدة المالية لقوات الأمن الأفغانية مع تخصيص 4.8 مليارات دولار في العام 2018.
وترتسم ملامح اتفاق ينص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل وعد من طالبان بعدم ترك البلاد ساحة للمتطرفين الأجانب، لكن الحكومة الأفغانية لا تشارك في هذه المفاوضات.
وفي اواخر مارس/اذار، نبه ايضا مكتب المفتس المختص بإعمار أفغانستان إلى أن الجيش الأفغاني قد يشكل تهديدا خطيرا على أمن البلاد إذا تراجعت فجأة المساعدات الدولية في ضوء اتفاق السلام المحتمل بين طالبان والحكومة.
وفي ذلك الحين، قال جون سوبكو الذي يترأس مكتب المفتش إن "أكثر من 300 ألف أفغاني يخدمون حاليا في قوات الأمن معظمهم مسلح"، مضيفا "إذا توقفوا عن تلقي رواتبهم بسبب تراجع الدعم المالي، فإن ذلك قد يشكل تهديدا خطيرا على استقرار أفغانستان".
ومنذ غزو أفغانستان في العام 2001 للإطاحة بنظام طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، دفعت الولايات المتحدة أكثر من 780 مليار دولار من المساعدات للبلاد، خصص 15 بالمئة منها لإعادة الاعمار.
وأنفقت غالبية أموال إعادة الاعمار (83.1 مليار دولار) على قوات الأمن الأفغانية وخصوصا على الرواتب والمعدات والبنى التحتية والتدريب، بحسب التقرير.