جيش غير متوقع يحارب التضليل على وسائل التواصل

المعلومات المضللة والفيديوهات المفبركة على الانترنت تعد أكبر تهديد للذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة.
مخلوقات صغيرة تواجه التضليل على الشبكة

لندن - في الوقت الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا للأخبار والمعلومات المضللة، وضع باحثون أيديهم على سلاح فتاك ومدهش لمحاربة الظاهرة التي أثارت الكثير من الانتقادات في السنوات الأخيرة خاصة في الأوقات الحساسة كالانتخابات.
نقل موقع "سبوتنيك" الروسي عن موقع "سي نت دوت كوم" التكنولوجي، أن باحثين من جامعة أوريغون يدربون الفئران على تمييز الاختلالات في الكلام، وهي مهمة يمكن لهذه الحيوانات أداءها بدقة كبيرة، آملين أن يسهم بحثهم في مساعدة مواقع مثل فيسبوك ويوتيوب لتحديد المقاطع المفبركة بطريقة التزييف العميق قبل أن تنتشر على منصاتهما.
وعلق جونثان سوندرز من معهد علوم الأعصاب بجامعة أوريغون الذي يدرب الفئران على المهمة الجديدة "على الرغم من اعتقادي أن فكرة غرفة ممتلئة بالفئران تميز المقاطع الصوتية المفبركة على يوتيوب في اللحظة تبدو بديعة حقا، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيكون عمليا لأسباب واضحة".
ويدرب فريق البحث الفئران على استيعاب أصغر وحدات صوتية أساسية في اللغة، وهي الوحدات الصوتية التي تجعل البشر يميزون بين كلمة وأخرى.

الفئران
من شبكة الصرف الصحي إلى شبكة الانترنت

ويوضح الباحث "علمنا الفئران أن تخبرنا عن الفرق بين صوتي 'باه' و'غاه' في سياقات مختلفة، وعندما يكونان مُحاطين بمختلف أصوات العلة، لذا باتت الفئران تعرف التمييز بين أصوات 'بوه بيه وباه' وكل تلك الفروقات الدقيقة التي لا ندقق نحن فيها ونأخذها كمسلمات".
وأضاف "لأن الفئران يمكنها فعليا تعلم المشكلة المعقدة لتصنيف مختلف أصوات الكلام، نعتقد أنه من الممكن تدريبها على تمييز الكلام المزيف من الحقيقي، وقد نجحت الفئران في تحقيق ذلك بنسبة 80% من زمن التجربة".
وهذا البحث الجديد، بحسب القائمين عليه "ليس تدريبا لجيش من الفئران للتمييز بين الأخبار المزيفة العميقة والصحيحة، ولكن مراقبة نشاط أدمغة الفئران، وقدراتهم الخاصة التي يكشفون بها الكلمات المزيفة، ومن ثم تطبيق هذه الطريقة عبر الكومبيوتر".
وتعد الأخبار المزيفة أكبر تهديد للذكاء الاصطناعي، لذلك تبحث كل المجموعات التكنولوجية الكبرى باستمرار عن برامج وتقنيات جديدة لصد تدفق التضليل إلى المواقع الاجتماعية على الانترنت، خاصة وأنه أصبح من السهولة فبركة خطاب لأحد المشاهير أو صناعة مقطع مصور يبدو حقيقيا إلى درجة من الصعب تمييزه عن غيره.