جيناتك لم تعد قدرا لا مناص منه

علماء ينجحون لاول مرة في تعديل الحمض النووي داخل جسد رجلين مصابين بحالة نادرة من الاضطراب النفسي، بهدف علاجهما.
إنجاز يغذي الآمال في أن التعديل الجيني قد يسمح بعلاج كثير من الأمراض الوراثية

أورلاندو (فلوريدا) - كشف علماء الخميس خلال مؤتمر طبي في مدينة أورلاندو الأميركية عن نجاحهم في ما وصفوه باول عملية تعديل جيني "داخل الجسد"، في انجاز طبي يذكي الجدل حول أخلاقية مثل هذا التدخلات الطبية.

وفي الآونة الاخيرة تواترت اخبار عن عمليات تعديل جيني على البشر، لكنها اجريت كلها قبل الولادة عبر التلاعب بالحمض النووي بتقنية "المقص الجيني" المثيرة للجدل.

وتشير النتائج الأولية التي صدرت الخميس، أن رجلين مصابين بحالة نادرة من الاضطراب النفسي يعيشان الآن بجينات معدلة بمستويات شديد الانخفاض. وهذا الأمر قد لا يكون كافيا لنجاح العلاج، ومن المبكر جدا معرفة ذلك.

لكن هذا الإنجاز العلمي يغذي الآمال في أن التعديل الجيني قد يسمح في يوم من الأيام بعلاج كثير منالأمراض الوراثية.

وتختبر الدراسات التعديل الجيني لدى البالغين المصابين بأمراض متعلقة بالأيض.

مريض خضع لتعديل جيناته
الأمر قد لا يكون كافيا لنجاح العلاج

وكان باحث صيني اعلن في نهاية العام 2018 عن نجاحه في إحداث أول تعديل جيني على فتاتين توأمين قبل ولادتهما، بفضل أداة قوية جديدة تعرف ب"كريسبر سي أيه أس9"، التي تحدث قطعا في الحمض النووي لتعطيل جين معين.

وقام جيانكوي بتغيير الأجنة لدى سبعة أزواج خلال فترة علاج الخصوبة والتلقيح الاصطناعي، للحصول في النهاية على حمل واحد.

وعلى عكس التجارب التي اعلن عنها الخميس لا تهدف جهود الباحث الصيني إلى علاج مرض وراثي أو منع وقوعه، وإنما تهدف إلى المساهمة في إضفاء قدرة لدى الناس على مقاومة العدوى المستقبلية المحتملة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز).

ويصف المجتمع العلمي تعديل الجينات البشرية بأنه "جنوني" و"لا أخلاقي".