حاخامات الدم في الشرق الأوسط

أحمد محمد عبده يتناول بالنقد والتحليل والبراهين، دموية الاتجاهات الثلاثة الأكثر سفكاً وقتلاً في منطقة الشرق الأوسط، وهي: التشدد  السُني/ المرجع الشيعي/ الحاخام اليهودي.
فكرة "الحاخامية" تأتي في الكتاب من الفكر الشيطاني الذي يتبناه حاخامات اليهود والكيان الصهيوني
فقيه عميل لريالات عربية، وآخر زعيم عصابة مُعمم يمتطي مدرعة أميركية الصنع!

القاهرة ـ كتاب "حاخامات الدم في الشرق الأوسط"، للكاتب أحمد محمد عبده، والصادر في 2019 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يتناول بالنقد والتحليل والبراهين، دموية الاتجاهات الثلاثة الأكثر سفكاً وقتلاً في منطقة الشرق الأوسط، وهي: التشدد  السُني/ المرجع الشيعي/ الحاخام اليهودي. هذه الرموز الدينية هي الأبرز في المنطقة، في الدعوة للقتل وسفك الدم باسم الدين، التشدد السُني منذ ابن تيمية حتى القرضاوي وأبي بكر البغدادي، ولعل ابن تيمية وغيره من المتشددين السنيين القدماء، كانوا يجتهدون من منطلق فقهي خالص، أصابوا وأخطأوا، عكس هذين الآخرين، أولهما فقيه عميل لريالات عربية، والثاني زعيم عصابة مُعمم يمتطي مدرعة أميركية الصنع! لتكون النتيجة أكثر من ثمانين تنظيما مسلحا في منطقة الشرق الأوسط، من بوكو حرام غربا حتى طالبان شرقا، مرورا بداعش وأخواتها، يسفكون دم شعوبهم، ويستجلبون لهم الاستعمار الجديد. 
وعن المراجع الشيعية قدم الكتاب نماذج من الدعوة الشيعية للقتل والتوسع لانتشار المذهب، ومثلها لحاخامات إسرائيل، ودعوتهم وإيحائهم المستمر لقادة الجيش لقتل كل عربي وإبادة شعب فلسطين.      
وتأتي فكرة "الحاخامية" هذه في الكتاب، من الفكر الشيطاني الذي يتبناه حاخامات اليهود والكيان الصهيوني، فهم من ابتدعوا حشر الدين في السياسة، أو قل توظيف ما جاء في كتبهم ومخطوطاتهم للقتل وحرق الأخضر واليابس في سبيل تمكين اليهودي.       
يحتوي الكتاب على ستة فصول، يتناول الفصلُ الأوّل "أفيون ماركس" الغيبوبة التي عاشتها أوروبا قبل عصر التنوير ودخولها في العصر العلماني الحداثي، حين فصلت الدين وسلطان الكنيسة عن سياسة شؤون الدولة، وكان هو المنعطف الأهم في تاريخ أوروبا وبداية الانطلاقة العظمى نحو التطور والرقي وتسيَّد العالم، تلك الغيبوبة التي لم نخرج منها في عالمنا العربي والإسلامي وقد وصلنا للقرن الواحد والعشرين، وذلك بتمسك التيارات الدينية، الشعبية والرسمية، بقشور الدين، منفصلة عن روحه وجوهره. 

نكبة الأُمة جاءت من التمسك بظاهر النصوص، والتي قادتْ بعض الشباب العربي من المسلمين والمسيحيين على حَدٍّ سواء لإعلان إلحادهم

فيما يتناول الفصلُ الثاني "محنة هذه الأُمة"، وكانت في الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، أكثر من مائتين وثلاثين فرقة وجماعة وطائفة وطريقة، ابتليت بها الأمة علي مر التاريخ، يستعرض الكتاب بعض صفاتها وصراعاتها. 
أمَّا الفصل الثالث "الغرب في خدمة الإسلام !"، السخرية، حين يُنشئ حركات لتدمير الدين وتمزيق الأمة، فالحركة الوهابية تجميد الإسلام، وجماعة الإخوان تفخيخ الإسلام، وحركة حماس نعش القضية، وتنظيم القاعة توكيل برجينسكي، وتنظيم داعش مجاهدوا الكعب العالي. لتكون كل حركة شوكة في خاصرة الأُمة، ونقطة سوداء للتدليل على مزاعم الغرب عن دموية الإسلام، وفي الوقت نفسه مبرراً للتدخل في شئوننا واستنزاف ثرواتنا كما هو حاصلٌ اليوم.  
ثم يأتي الفصل الرابع "كهف الأفكار الشاذة" وتحدث فيه المؤلف عن صورة الوطن في فكر الجماعات الإسلامية، متخذاً من جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنموذجاً لحديثه، مُفندًا طريقتهم وشعاراتهم والدجل الذي يمارسونه لجذب الجماهير، وسبيلاً للقفز على السلطة. ثم الفصل الخامس "شريعة الذبح المقدّس" ليكون أكثر جرأة في انتقاده لتيار الإسلام السياسي وأكثر تعريةً لهمجية الواقع الذي أحدثته تلك الحركات المسلحة، مستعرضاً بعض الوقائع البشعة التي ارتكبتها، في مصر والسودان وأفغانستان وإيران والصومال ونيجيريا والجزائر واليمن والعراق وسوريا وليبيا، وما تسببوا به من خراب ودمار وتفكيك للمنطقة. 
ويُختتم الكتاب بالفصل السادس "تعطيل نصوص الفتنة وسفك الدم"، وفيه دعوة جريئة لم يسبقه إليها أحد، حين دعا إلى تعطيل بعض النصوص الدينية التي سماها نصوص الفتنة وسفك الدم، حيث يرى أنّ نكبة الأُمة جاءت من التمسك بظاهر النصوص، والتي قادتْ بعض الشباب العربي من المسلمين والمسيحيين على حَدٍّ سواء لإعلان إلحادهم. مستشهداً خلال ذلك ببعض النصوص التي تحض على الكراهية والاقتتال، ومواجهاً لها بنصوص أخرى تحض على التسامح والتعايش من مثل قوله تعالى "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (8) سورة الممتحنة. وعمومية تفاؤل البشر برحمة الله في قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (62) سورة البقرة. 
والمؤلف عضو اتحاد كتاب مصر، له مجموعة من الروايات منها: مكاشفات البحر الميت، ثعالب في الدفرسوار، سرة البلد، بنات 6 أبريل، وله في الكتابات السياسية: ثورة يناير والبحث عن طريق، مصر تخلع النقاب.