حادث الفجيرة على طاولة اجتماع عاجل لبومبيو في بروكسل

وزير الخارجية الأميركي يلغي مروره بموسكو ويلتقي نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لبحث الملف الإيراني.
أسعار النفط ترتفع إثر الأعمال التخريبية قبالة الفجيرة
موغيريني علمت الليلة الماضية بوصول بومبيو إلى بروكسل

الرياض - تصاعد التوتر في الخليج حيث تعرضت عدة سفن لاعمال تخريبية بحسب ما أعلنت الرياض وأبوظبي فيما عدل وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو خطط جولته للتوجه الى بروكسل وبحث الملف الايراني مع المسؤولين الأوروبيين.
وفجر الاثنين أعلنت سلطات السعودية عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لـ"هجوم تخريبي" قبالة السواحل الإماراتية.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية الإثنين عن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح قوله "تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة".
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت الاحد أنّ أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لـ"عمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران، في شرق امارة الفجيرة بدون تحديد المنفذين واصفة الحادث بانه "خطير".
في طهران، عبرت السلطات عن "القلق" لتعرض سفن في الإمارات لاعمال "تخريبية" وحضت على إجراء تحقيق.
من جهته، أكد الفالح عدم وقوع أي إصابات أو تسرب للوقود من جراء الهجوم "في حين نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين".
وأضاف الوزير بأن إحدى الناقلتين كانت في طريقها "للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية".
وكانت الخارجية الاماراتية اعتبرت أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً".
ودعت الامارات ايضا الاحد المجتمع الدولي إلى "القيام مسؤولياته" لمنع "أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية".
ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للامارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول اي توترات اقليمية.
وقد هددت ايران عدة مرات باغلاق هذا المضيق الاستراتيجي في حال حصول أي مواجهة عسكرية في الخليج.
ويأتي الحادث في المياه الاماراتية في خضم مرحلة من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة.

بديل الإمارات عن مضيق هرمز
بديل الإمارات عن مضيق هرمز

وأرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية وبطاريات صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي-52" أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج.
كما يأتي ذلك فيما يتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بروكسل حيث سيناقش ملف إيران مع المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان.
واوضح مسؤول اميركي ان بومبيو ألغى بالتالي مروره في موسكو. وكان وزير الخارجية الاميركي ألغى في الايام الماضية زيارتين الى برلين وغرينلاند لكي يكرس جهوده للملف الايراني.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين إن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي الدولي مع إيران دعما كاملا ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن القضية.
وأضافت موغيريني للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق "سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية".
وقالت موغيريني إنها علمت الليلة الماضية بوصول بومبيو إلى بروكسل، حيث يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع شهري.
وأضافت "سنكون هنا طوال اليوم (لبحث) جدول أعمال مزدحم. لذلك سنرى خلال اليوم كيف وما إذا كنا سنرتب اجتماعا. هو (بومبيو) بوضوح محل ترحيب دائما، لكن لا توجد خطط محددة في الوقت الحالي".
وكانت الدول الأوروبية قالت الأسبوع الماضي إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني وترفض "إنذارات" طهران، بعدما قلصت الجمهورية الإسلامية التزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي وهددت باتخاذ خطوات قد تشكل انتهاكا للاتفاق الذي وقعته مع القوى العالمية عام 2015.
وجاء تحرك إيران ردا على العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن في أعقاب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران قبل عام.
وكثفت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضغوطها على ايران في الاونة الاخيرة متهمة اياها بالتحضير لهجمات "وشيكة" ضد مصالح أميركية في الشرق الاوسط.
والامارات عضو قيادي إلى جانب السعودية في التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية في اليمن المجاور في معاركها مع المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.
 ورتفعت العقود الآجلة للنفط الاثنين بفعل تزايد المخاوف من تعطل الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط المهمة لإنتاج الخام. وبلغ الارتفاع 0.5 بالمئة.
والسعودية والإمارات في المركز الأول والثالث بين أكبر المنتجين على الترتيب في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وقال أبهيشك كومار رئيس التحليلات لدى إنترفاكس إنرجي في لندن "تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بجانب الانخفاض الحاد في إمدادات النفط من فنزويلا وإيران، سيظلان يدفعان الأسعار للصعود".
وتتلقى الأسواق الدعم من سعي واشنطن لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وتقليص صادرات فنزويلا، حيث تتسبب مشكلات في البنية التحتية أيضا في تراجع الإنتاج.