حاكم جديد لمصرف سوريا المركزي وسط أزمة لا نهاية قريبة لها

الأسد يسمي محمد عصام هزيمة حاكما جديدا بعد أيام من إقالةسلفه حازم قرفول المحاصر بعقوبات أميركية.

دمشق - عيّن الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء حاكماً جديداً للمصرف المركزي، بعد أسبوع من إقالة سلفه، في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية بعد عشر سنوات من نزاع مدمر.

وأورد حساب الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ الأسد أصدر مرسوماً عيّن بموجبه الدكتور محمّد عصام هزيمة حاكماً لمصرف سوريا المركزي.

وحتى تعيينه شغل هزيمة (45 عاماً)، وفق سيرة ذاتية نشرتها صحيفة الوطن المقرّبة من دمشق على موقعها الإلكتروني، منصب نائب حاكم المصرف المركزي منذ العام 2018، وهو حائز على دكتوراه في القانون الدولي في اختصاص قانون التجارة الالكترونية.

أقال الأسد قبل أسبوع الحاكم السابق حازم قرفول الذي فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية عليه في سبتمبر/أيلول 2020.

ولم يتطرق الاعلام الرسمي إلى سبب إقالته، إلا أن صحيفة الوطن ذكرت يومها نقلاً عن مصادرها أن إعفاءه من منصبه جاء "لدوره السلبي وتقصيره الشديد في عملية المواجهة بين الليرة والدولار".

وأوردت "لم يمتلك الجرأة والمسؤولية ليأخذ إجراءً تقنياً يكبح ارتفاع الدولار، كما أنه كان يرفض المقترحات المفيدة".

وسجّلت الليرة بداية الشهر الماضي تدهوراً قياسياً في السوق السوداء حيث تخطى سعر الصرف 3500 ليرة للدولار.

وبعد يومين من إقالته، رفع المصرف المركزي سعر صرف الليرة الرسمي مقابل الدولار من 1256 ليرة إلى 2512 ليرة، ليقترب بذلك أكثر من سعر السوق السوداء الذي يلامس اليوم عتبة ثلاثة آلاف.

واتخذت السلطات مؤخراً سلسلة إجراءات للحدّ من تدهور الليرة بينها وقف استيراد بضائع تُعد "كماليات" وملاحقة الصرافين غير الشرعيين.

وتشهد سوريا التي دخل النزاع فيها الشهر الماضي عامه الحادي عشر، أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم.

ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر. ويعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.

وأسفرت أكثر من عشر سنوات من الحرب عن مقتل أكثر من 388 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان.