حتى لا تتكرر تجربة الجماعات الدينية

رسالة العراقيين والمصريين يجب أن تدرس، الذين أطلقوا رصاصات الرحمة على الأحزاب الدينية لفظوها ولا يطيقون سماع اسمها، انتهى زمن الأحزاب الدينية السنية منها والشيعية.

بقلم: سوسن الشَّاعر

تعلم الشعب المصري الدرس بعد تجربة مريرة فقال «بره بره» لجماعة الإخوان يوم الجمعة الماضي وراعيتهم تركيا وممولهم قطر، وبعدها بجمعة قال العراقيون لجماعة «الدعوة» «بره بره» وراعيتهم إيران والمروجة لهم قطر، لذلك نحن في دول الخليج العربي علينا أن نعرض هاتين التجربتين للبحث والتحليل، بل ونجعل من ذلك البحث ضمن مناهج مدارسنا وجامعاتنا كي يعرفوا قيمة ومعنى «الدولة الوطنية» مقابل تجربة الجماعات الدينية العابرة للحدود الفاشلة التي مرت بها بعض الشعوب العربية.

التجربة الإعلامية الفاشلة لقناة الجزيرة التي كانت أداة من أدوات الجماعات الدينية، ومازالت يجب أن تدرس للأجيال القادمة ليعرفوا كيف يمكن أن يكون الإعلام أداة لهدم الدول أو أداة لتعزيز الأمن والاستقرار في الدول، فقناة الجزيرة ارتكبت كل الموبقات من أجل مساعدة إيران وتركيا ودعم وكلائهما، دعت الشعب العراقي للتهدئة وعدم التحدث بسوء عن إيران، ودعت المصريين للفوضى والخروج للشارع وعدم التحدث بسوء عن تركيا، من أجل دعم الجماعات وإسقاط الدول.

رسالة العراقيين والمصريين يجب أن تدرس، الذين أطلقوا رصاصات الرحمة على الأحزاب الدينية، لفظوها ولا يطيقون سماع اسمها، انتهى زمن الأحزاب الدينية السنية منها والشيعية، وفشلوا فشلاً ذريعاً ولفظت الشعوب العربية «الجماعات» وانتصرت الشعوب للدولة وللاستقرار وللتنمية وللمؤسسات وللقانون.

فشل الجماعات الدينية يجب أن يدرس ويتخذ عبرة للأجيال القادمة، حتى لا تتكرر التجربة ونخسر شبابنا في مغامرات كالتي قامت بها الجماعات وراح ضحيتها أبناؤنا وشبابنا.

يجب أن تعرف الأجيال أسباب نجاح الدول وفشل الجماعات، يجب أن يعرفوا التدليس والكذب والتحايل الذي قامت به الجماعات حتى لا تتكرر التجربة في الأجيال القادمة، تحالفوا مع قوى أجنبية وأجهزة استخبارات ودول معادية لنا.

انتهكوا السيادة الوطنية وحرمتها وبرروا ذلك باسم «الأمة»، سعوا للسلطة على حساب الدعوة للدين فأضاعوا الاثنين. حملوا السلاح وقد كانوا يدعون السلمية وارتكبوا الجرائم والمخالفات القانونية في تناقض واضح وصريح مع مبادئهم التي نادوا بها، ومن وصل منهم للسلطة حرم على الآخرين حمل السلاح.

لا يقبلوا النقد ولا الإصلاح الذاتي قمعوا الآخرين وأقصوهم، فكانت ديكتاتوريتهم تفوق ديكتاتورية من سبقهم من حكام، ومن أطاحوا به من اجل الحرية فإذا بهم أكثر قمعاً.

فساد الطبقة المتزعمة منهم وانغماسهم في الحرام والمال العام استشرى، فأفقروا شعوبهم وأذلوهم ومنحوا أنفسهم وأبناءهم امتيازات تنعموا بها في دول كانوا يصفونها بالمارقة.

تناقضهم مع المبادئ التي نادوا بها وبراغماتيتهم التي حللت كل الوسائل المحرمة من أجل غايتهم. لذلك لفظتهم الشعوب وصرخوا بهم «بره بره» لذلك تحولت تركيا وإيران، الدول الراعية للجماعات الدينية العربية، دول معادية وخصوم وأصبح دعم تلك الجماعات مرتبطاً بالإرهاب.

كل هذه الدروس والعبر وهذه التجارب المريرة التي مرت على عالمنا العربي تحتاج إلى توعية وإلى إدراك واستدراك لذلك يجب أن تكون ضمن مقررات الدراسة لأجيالنا القادمة ويفتح باب النقاش والجدل والتحليل حولها، فما تسللت تلك الجماعات لعقول أبنائنا وباعتهم الوهم إلا من قلة الوعي ومن عدم وجود بيئة تفتح المدارك وتقوي ملكة التحليل والاستنباط، ومن إرهاب مارسته تلك الجماعات على العقل بحجة حماية الدين وقد كانوا يحمون أنفسهم.

نُشر في البيان الإماراتية