حتى 'مدفن يوم القيامة' لم يسلم من خطر التغير المناخي!

الفيضانات تهدد القبو النرويجي الضخم المقام في منطقة متجمدة أبعد ما تكون عن خطر الاحترار، بهدف حفظ بذور محاصيل الجنس البشري في حال حدوث حرب نووية أو وباء عالمي.
كنوز البشر المعرفية أيضا في خطر
توالي ارتفاع درجات الحرارة يهدد غذاء البشرية
القطب المتجمد الشمالي من أسرع المناطق ارتفاعا في درجات الحرارة

سفالبارد (النرويج) - تتعرض المنشأة الضخمة التي أقامتها النرويج في العام 2008 على جزيرة قريبة من القطب المتجمد الشمالي، بهدف حماية التنوع الحيوي العالمي، إلى أخطر تداعيات التغير المناخي المتمثلة في فيضانات نتيجة ذوبان الثلوج.
ويقع القبو الذي يعرف باسم "مدفن يوم القيامة" و"سفينة نوح" في منطقة تقل فيها معدلات الرطوبة وعلى ارتفاع حوالي مئة متر عن سطح البحر، وكان من المتوقع أن يحمي مخزونا ضخما من البذور من خطر الفيضانات، لكن توالي درجات الحرارة في الارتفاع وهطول الأمطار بشكل كبير، يهددان استقرار الأرض المتجمدة التي بُني عليها القبو.
ويتألف القبو من خمسة أبواب بأرقام سرية لزيادة تأمينه وتفادي دخول أشخاص غير مسموح لهم بالدخول.
ودرجة الحرارة داخل القبو لا تزيد عن 18 درجة مئوية، وهي درجة برودة كافية لبقاء العينات صالحة للاستخدام لمئات السنين، والمنطقة حوله يتوقع أن تبقى متجمدة لمدة 200 عام على الأقل.

ذوبان الثلوج في ارخبيل سفالبارد
خطر يتدفق مهددا التنوع الحيوي العالمي

ويضم القبو نحو 900 ألف عينة من البذور، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة.
وتم اختيار الارخبيل الهائل الذي يقطنه 2300 شخص فقط، بسبب طابعه الوعر والصعب.
وهومعزول وبعيد عن الاضطرابات العالمية، لكن يمكن الوصول اليه عبر بنى تحتية اولية، وتضمن تربة المنطقة المتجلدة على الدوام حفظ البذور في حد ادنى من البرودة حتى في حال تعطل نظام التبريد الذي يحافظ على حرارة 18 درجة مئوية تحت الصفر، المثالية لحفظ بذور القمح والصويا والارز، المخزنة في مغلفات مغلقة باحكام على رفوف.
 وقالت وكالة البيئة النرويجية إن القبو الذي يستضيف مخزونا احتياطيا من بذور محاصيل الجنس البشري، من بين أسرع الأماكن في مجال ارتفاع درجة الحرارة على الأرض.
ويمكن أن يؤدي الاحترار العالمي المتسارع في المنطقة، إلى ارتفاع درجات الحرارة نحو 10 درجات مئوية قبل نهاية القرن، وفقا لتقرير جديد عن حالة المناخ في سفالبارد، الأرخبيل النرويجي في القطب الشمالي.

مدفن يوم القيامة
مخزون احتياطي من بذور محاصيل الجنس البشري

وتعرض نفق المخزن في عام 2017، لفيضان نتيجة ذوبان التربة الصقيعية.
وتشهد سفالبارد التي تقع بجوار موقع "مدافن يوم القيامة"، ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل لا مثيل له في السنوات الأخيرة، ما يؤدي إلى قصر موسم هطول الثلوج، وزيادة التآكل وتسريع ذوبان الجليد الدائ، وتهديد الإمدادات الغذائية الاحتياطية للبشرية جمعاء.
ويحمي "مدفن يوم القيامة" أيضا بجانب البذور، الكنوز المعرفية من التلف والضياع والضرر في حال وقوع أخطار متوقعة كحرب نووية أو كوارث طبيعية.
ويحتفظ المدفن بالكتب المخزنة رقميا في منجم عميق حيثسيتم اعتماد نظام تخزين متطور يحافظ على درجة حرارة ثابتة للمكان مما يضمن حماية الكتب الثمينة.
وتم تخزين البيانات الهائلة للكتب على شكل فيلم بدلا من الأقراص الصلبة أو غيرها من أشكال التخزين.
ويعد القطب المتجمد الشمالي من أسرع المناطق على الأرض ارتفاعا في درجات الحرارة.