حراك دبلوماسي إماراتي لانهاء معاناة أهالي غزة
أبوظبي - بحث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر الأحد في أبوظبي "الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة" بعد نحو 3 أسابيع على استئناف الدولة العبرية عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني، على ما أفاد الإعلام الرسمي.
وتكشف أبوظبي جهودها الدبلوماسية مع تل أبيب لوقف معاناة سكان القطاع الذين يواجهون خطر التهجير والقتل المستمر.
وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أنّ الشيخ عبدالله وساعر بحثا خلال اللقاء في "مجمل التطورات الراهنة في المنطقة وتداعياتها، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. كما تطرقا إلى الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف اتفاق الهدنة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
والإمارات هي إحدى الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل عام 2020 بموجب "اتفاقات أبراهام" التي رعاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، وشملت أيضا المغرب والبحرين.
وكانت أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع إسرائيل، وثالث دولة عربية تقوم بذلك بعد مصر والأردن.
وتبادل البلدان زيارات لكبار المسؤولين بعد تطبيع العلاقات بينهما، لكنّ زيارة ساعر تظل حدثا نادرا منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد الشيخ عبدلله خلال اللقاء "أولوية العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة"، مشددا على دعم بلاده "الجهود الدبلوماسية كافة الرامية إلى حماية المدنيين كافة وتعزيز الاستجابة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة".
كما جدد تأكيد "الأهمية العاجلة... لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين".
وفي 18 آذار/مارس، استأنفت إسرائيل القصف المكثّف على غزة بعد خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا في القطاع. ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1330 شخصا في هجمات إسرائيلية.
وباءت بالفشل إلى الآن كل الجهود لإحياء وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية
وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى "الأوضاع المأساوية التي يعانيها المدنيون في قطاع غزة والتي تتطلب بذل الجهود كافة، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية المُلحّة على نحو آمن ومستدام ومن دون عراقيل".
وفي الثاني من آذار/مارس، عادت إسرائيل لفرض حصار شامل على القطاع ومنعت دخول المساعدات الدولية التي استؤنفت مع وقف إطلاق النار، كما قطعت إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية.
وفاقم هذا الوضع أزمة الجوع التي يُعانيها مئات الآلاف من سكان القطاع. وتحولت غزة أنقاضا بعد الحرب المدمرة التي اندلعت قبل نحو عشرين شهرا.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1218 شخصا، بحسب تعداد استند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب إلى 50695 شخصا.