حرب اسعار النفط تشتد بين السعودية وروسيا

الرياض وموسكو تؤجلان اجتماعا لأوبك+ ثلاثة ايام وسط تراشق الاتهامات بين البلدين بالمسؤولية عن انهيار اسعار النفط.

دبي/موسكو - قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) السبت إن أوبك وروسيا أجّلتا اجتماعا كان مقررا يوم الاثنين إلى التاسع من أبريل/نيسان، مع تصاعد الخلاف بين موسكو والرياض بشأن من هو المسؤول عن انخفاض أسعار النفط.
جاء تأجيل الاجتماع على الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كي تحقق أوبك وحلفاؤها (أوبك +) الاستقرار العاجل في أسواق النفط العالمية.
وتعمل أوبك+ على التوصل إلى اتفاق لخفض انتاج النفط بما يعادل نحو عشرة بالمئة من المعروض العالمي أو عشرة ملايين برميل يوميا، وهو ما تتوقع الدول الأعضاء أن يكون جهدا عالميا يشمل الولايات المتحدة.
ووصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 18 عاما في 30 مارس/آذار بسبب تراجع الطلب اثر إجراءات العزل العام التي اتخذتها الحكومات لاحتواء تفشي فيروس كورونا وفشل أوبك والمنتجين الآخرين بقيادة روسيا في تمديد صفقة سابقة بشأن قيود الإنتاج التي انتهت في 31 مارس/آذار.
لكن واشنطن لم تلتزم حتى الآن بالانضمام إلى هذا الجهد، وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة السعودية مسؤولية انهيار الأسعار مما دفع الرياض لرد حاسم السبت.

مسؤولون اميركيون وكنديون يناقشون فرض رسوم على واردات النفط الروسية والسعودية إذا لم تتوصل الدولتان لاتفاق

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة قوله في بيان السبت ان "وزير الطاقة الروسي هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتبارا من الأول من إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات".
وقال بوتين خلال مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين حكوميين ورؤساء كبار الشركات المنتجة للنفط الروسي يوم الجمعة إن السبب الأول لانخفاض الأسعار هو تأثير فيروس كورونا على الطلب.
وأضاف "السبب الثاني وراء انهيار الأسعار هو انسحاب شركائنا من السعودية من صفقة أوبك+ وزيادة إنتاجهم، والمعلومات التي خرجت في نفس الوقت حول استعداد شركائنا حتى لتقديم تخفيض على سعر النفط".
وقالت مصادر في أوبك، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الاجتماع الافتراضي الطارئ المقرر يوم الاثنين من المرجح أن يتم تأجيله إلى التاسع من أبريل نيسان الجاري لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات.
لكن المصادر التي نقلت عنها وكالة رويترز للانباء، قللت في وقت لاحق من أهمية الخلاف السعودي الروسي، قائلة إن الأجواء لا تزال إيجابية على الرغم من عدم وجود مسودة اتفاق حتى الآن أو اتفاق على تفاصيل مثل المستوى المرجعي الذي يتم من خلاله خفض الإمدادات.
وقال أحد مصادر أوبك "المشكلة الأولى هي أنه يتعين علينا أن نخفض مستوى الإنتاج الحالي الآن، وليس العودة إلى مستوى ما قبل الأزمة".

بوتين: كورونا السبب الاول لانخفاض الاسعار
بوتين: كورونا السبب الاول لانخفاض الاسعار

وأضاف "القضية الثانية هي أنه يجب على الأميركيين القيام بدور".
وقالت مصادر ان مسؤولين من الولايات المتحدة وكندا يناقشون فرض رسوم على واردات النفط الروسية والسعودية إذا لم تتوصل الدولتان لاتفاق بسرعة ينهي حرب أسعار النفط.
من جهته، دعا الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور السبت كلا من روسيا والسعودية للتوصل سريعا لاتفاق وإنهاء الحرب الدائرة بينهما على أسعار النفط لتجنب تفاقم الأزمة.
وشهدت المكسيك ودول أخرى انخفاضا هائلا في أسعار صادراتها النفطية في الأسابيع الماضية.
وقال لوبيز أوبرادور "كيف يتسنى لروسيا والسعودية عدم التوصل لاتفاق لوقف تدهور أسعار النفط الذي يعمق من الأزمة؟ أين المسؤولية تجاه الإنسانية؟ أين من يطلق عليهم زعماء الدول"؟
وقالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي الجمعة إن أسعار النفط لن تظل على هذا الانخفاض وإن انهيار الأسعار لا يبرر تغيرا في الاستراتيجية.