حرب غزة تبدد آمال انتعاش اقتصاد لبنان

تقرير للبنك الدولي يشير إلى أن الاقتصاد اللبناني كان من المتوقع أن يسجل لأول مرة منذ عام 2018 نموا طفيفا.

بيروت - توقّع البنك الدولي اليوم الخميس أن تتسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والاشتباكات على الحدود الجنوبية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في عودة الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود، رغم التوقعات المتفائلة التي تحركها السياحة وتحويلات المغتربين في البلاد التي تشهد أزمات اقتصادية ومالية، فيما لا تلوح أي بوادر انفراج لمتاهة الشغور الرئاسي.

وتشهد الحدود الجنوبية للبنان تبادلا منتظما لإطلاق النار، خصوصا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين، فيما ترفض فئات واسعة من اللبنانيين جرّ بلدهم إلى حرب جديدة.

وأوضح البنك الذي يتخذ في واشنطن مقرا في تقرير أن تداعيات الصراع الحالي أثرت على الانتعاش الطفيف الذي حققه لبنان الغارق في أزمة اقتصادية عميقة منذ سنوات.

وأوضح أنه "قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان من المتوقع أن يسجل الاقتصاد - لأول مرة منذ عام 2018 - نموا طفيفا في عام 2023 (بنسبة 0.2 في المئة). ويعود السبب في معدل النمو الإيجابي المتوقع إلى الموسم السياحي الذي حقـق عائدات كبيرة في الصيف وتحويلات المغتربين".

وأضاف أن "مع اندلاع الصراع الحالي، من المتوقع أن يعود الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود في عام 2023. وبافتراض استمرار الوضع الحالي المتمثل في احتواء المواجهة العسكرية على الحدود الجنوبية، تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد سينكمش في عام 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الصدمة التي أصابت الإنفـاق السياحي. وعلى وجه التحديد، من المتوقع أن يتراوح انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بين -0.6 و -0.9 في المئة وفقاً لحجم الصدمة التي سيشهدها القطاع السياحي".

وأشار البنك الدولي إلى أن أكثر من نصف حجوزات السفر إلى لبنان لتمضية العطلة الشتوية ألغيت، محذرا من أن "اعتماد لبنان على السياحة وتدفقات التحويلات المالية لا يمثل استراتيجية اقتصادية سليمة أو خطة لحل الأزمة الاقتصادية. فنظراً للتقلبات في قطاع السياحة وتعرضه لمخاطر الصدمات الخارجية والداخلية، لا يمكن لهذا القطاع أن يكون بديلاً عن محركات النمو الأكثر استدامة وتنوعا".

ويشهد لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا متواصلا باتت خلاله غالبية السكان تحت خط الفقر مع عجز الدولة عن توفير أبسط الخدمات، ما انعكس بشدة أيضاً على اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

كما يعاني البلد من أزمة سياسية حادة تتمثّل على وجه الخصوص بشغور منصب رئيس الجمهورية منذ أكثر من 13 شهرا، ووجود حكومة تصريف أعمال تحول الانقسامات السياسية والقوانين دون أداء مهامها بشكل فاعل، ما يؤدي الى شلل شبه كامل على صعيد اتخاذ القرار.

وميدانيا قال حزب الله اللبناني اليوم الخميس إنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا وصواريخ حارقة ومسيرات انقضاضية، مواقع عسكرية ومستوطنات شمال إسرائيل، "ردا على استهداف منازل ومدنيين" جنوب لبنان.
وجدد تأكيده أن "المقاومة لن تتهاون إطلاقاً بالمسّ ‏بالمدنيين ولن تسمح ‏باستباحة قرانا وبلداتنا‏، وستردّ على أي اعتداء بضرب المستوطنات في ‏شمال فلسطين المحتلة".‏
وقالت مصادر مطلعة على تفكير الحزب المدعوم من إيران إن الجماعة تدفع ثمنا متزايدا في قتال مستمر منذ أسابيع مع إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 100 من مقاتليها، لكنها لا تتوقع حربا شاملة حتى مع ارتفاع عدد القتلى واستمرار الصراع، فيما اقتصر ردها منذ اندلاع الاشتباكات على عمليات محدودة رغم أنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ.

ودفنت الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران ستة آخرين من مقاتليها الأربعاء والتفت نعوشهم بعلم الجماعة الأصفر. وهؤلاء أحدث القتلى في أعنف مواجهة مع إسرائيل منذ حرب 2006.