حرب غزة تمنح إسلاميي الأردن خُمس مقاعد البرلمان الجديد
عمان - حقق الإسلاميون في الأردن مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية بحسب النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية مستغلين التعاطف مع غزة.
وقال مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مراد العضايلة اليوم الأربعاء إن حزب جبهة العمل الإسلامي حصل على 32 مقعدا من أصل 138، محققا تقدما لافتا في الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد الثلاثاء.
ونقلت وسائل إعلام أردنية محلية عن الهيئة المستقلة للانتخابات أن النسبة بلغت قبل ساعة واحدة من إغلاق صناديق الاقتراع 31.4 بالمئة.
ووفقا لنتائج أولية أكدتها مصادر مستقلة ورسمية فإن حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، فاز بما يصل إلى خُمس المقاعد بموجب قانون الانتخابات المعدل والذي يخصص لأول مرة 41 مقعدا بشكل مباشر للأحزاب.
واستفاد الحزب الإسلامي من قانون جديد يستهدف تعزيز دور الأحزاب السياسية في البرلمان المؤلف من 138 مقعدا، على الرغم من استمرار هيمنة العشائر والأطراف الموالية للحكومة على البرلمان.
وقال وائل السقا الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي إن "الأردنيين منحونا الثقة الكبيرة بتصويتهم. والمرحلة القادمة ستزداد بها المسؤولية على الحزب تجاه الوطن والمواطن".
وتنافس ألف و623 مرشحا ضمن 197 قائمة محلية وعامة على مقاعد مجلس النواب وعددها 138، بينما قُسّمت المملكة إلى 18 دائرة انتخابية.
ويشكّل مجلس النواب المنتخب أحد جناحي مجلس الأمة الأردني الذي يضمّ أيضا مجلس الأعيان المؤلف من 69 عضوا يعينهم الملك. ويمكن للبرلمان حجب الثقة عن الحكومة وإقرار القوانين وإصدار التشريعات.
وتمثل الانتخابات مجرد خطوة في عملية التحول الديمقراطي التي أطلقها الملك عبدالله سعيا إلى عزل الأردن عن الصراعات على حدوده وتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية.
وبموجب الدستور، يستأثر الملك بمعظم السلطات، فهو يعين الحكومات ويمكنه حل البرلمان. ويستطيع البرلمان إجبار حكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.
وأبقى القانون الجديد على نظام انتخابي يميل بقوة لصالح مناطق العشائر ومناطق ذات كثافة سكانية منخفضة على حساب مدن مكتظة يشكل الأردنيون من أصل فلسطيني الثقل السكاني فيها وهي مراكز قوة للإسلاميين وبها اهتمام كبير بالسياسة.
وأظهرت النتائج الرسمية الأولية أن نسبة المشاركة من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.1 مليون ناخب في الأردن في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء كانت منخفضة عند 32.25 بالمئة، بزيادة طفيفة عن نسبة 29 بالمئة في الانتخابات السابقة عام 2020.
ويقول المسؤولون الأردنيون إن إجراء الانتخابات عموما وسط استمرار الحرب في غزة والصراعات الإقليمية الأخرى يُظهر الاستقرار النسبي للبلد.
وتم السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالعمل في الأردن منذ عام 1946. لكنها صارت محل شكوك بعد أحداث ما يعرف باسم الربيع العربي الذي شهد مواجهات بين الإسلاميين والسلطات في العديد من البلدان العربية.
وقاد الإسلاميون عددا من أكبر الاحتجاجات في المنطقة لدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، حليفتهم الأيديولوجية، وهو ما يقول معارضوهم إنه سمح لهم بزيادة شعبيتهم.