حرب كلامية لا تهدأ بين اردوغان ونتنياهو

الرئيس التركي يصعّد عادة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وكذلك يفعل الأخير في إستراتيجية تستهدف كسب كل منهما نقاطا إضافية في استطلاعات الرأي أكثر منها مشاحنة وخلافات سياسية، فيما يواجه الاثنان مشاكل داخلية متفاقمة.
اردوغان يهاجم عادة إسرائيل لكنّه يبقي على علاقات جيّدة معها!
التصعيد المتبادل بين اردوغان ونتنياهو مشاحنات لا ترقى إلى مستوى أزمة
العلاقات الإسرائيلية التركية تبدو متينة رغم توترات من حين أي آخر

أنقرة - تطوّرت الحرب الكلامية بين إسرائيل وتركيا الأحد مع وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"المستبد"، وذلك بعدما اتهم بنيامين نتانياهو أنقرة بارتكاب "مجازر" بحقّ الأكراد.

ويصعد الرئيس التركي عادة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وكذلك يفعل الأخير في إستراتيجية تستهدف كسب كل نهما نقاطا إضافية في استطلاعات الرأي أكثر منها مشاحنة وخلافات سياسية.

وتقيم تركيا علاقات جيّدة مع إسرائيل، لكنها تشهد توترا من حين إلى آخر كلما واجه اردوغان مشاكل داخلية وكذلك يفعل نتنياهو.

ووصف الرئيس التركي الأحد نتانياهو بأنه "مستبدّ وصلف ويرأس دولة إرهابية". وقال في خطاب في اسطنبول، إن إسرائيل "تحتلّ فلسطين وترتكب آثاما وجرائم ضدّ الإنسانية ومجازر".

وبدأت هذه المشادة الكلامية السبت مع قول اردوغان لشباب أتراك "لا تركلوا عدوّكم بعد طرحه أرضا فأنتم لستم يهودا في إسرائيل".

وتابع "طرقت الباب الخطأ، اردوغان هو صوت المظلومين أمّا أنت فإنك صوت الظالمين، وتمارس إرهاب الدولة".

وأضاف "لا يحق لإسرائيل توجيه الاتهامات لأي طرف قبل أن تُحاسب على خطاياها وجرائمها ضد الإنسانية والمذابح التي ارتكبتها والدمار الذي تسببت فيه. أنتم بجنودكم وشرطتكم تنهالون ضربا وتنكيلا على الأطفال والنساء، ونتنياهو على رأس دولة الإرهاب".

وأوضح أن نتنياهو يهاجم بأوقح العبارات، تركيا التي تدافع عن حقوق أبناء الشعب الفلسطيني ويبدي امتعاضا من دفاع أنقرة عن المظلومين.

وقال أيضا "يتهمنا هذا الذي اسمه بنيامين نتنياهو باحتلال شمالي جزيرة قبرص وبقتل النساء والأطفال وأظن أن اتهاماته لنا عبارة عن خلط في الأوراق ولعله كان يقصد بلاده وممارسات جنوده ضد الأبرياء في الأراضي الفلسطينية".

واستعرض الرئيس التركي ما قال إنها جهود تركية ضد التنظيمات الإرهابية منذ نحو 40 عاما وأن تركيا قدمت آلاف "الشهداء" في سبيل نجاح هذا الكفاح.

وانتقد كذلك مواقف حزب الشعب الجمهوري المعارض قائلا "الجميع يثمّن انجازاتنا الميدانية والدبلوماسية في ما يخص الأزمة السورية وكذلك يثمّنون جهودنا في كشف ملابسات جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، باستثناء حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي (موالي للأكراد)".

اردوغان اعتاد على التصعيد وكذلك يفعل نتنياهو كلما تعرض كل منهما لمشاكل داخلية

ورد نتانياهو بتغريدة قال فيها إنه لا يحق للرئيس التركي تقديم نصائح "أخلاقية" لإسرائيل بما أنه "يحتلّ شمال قبرص في حين يذبح جيشه الأطفال والنساء في القرى الكردية داخل وخارج تركيا".

وقبل اردوغان، قال المتحدّث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الأحد إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي "وضع حدّ للاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية وكذلك للقمع الوحشي للشعب الفلسطيني".

وتابع في تغريدة أن مهاجمة نتانياهو لاردوغان من دون توقف أو استخدامه للورقة الكردية بهدف تشتيت الانتباه عن أزماته الداخلية، "لن ينقذاه منها".

وتوترت العلاقات التركية-الإسرائيلية هذا العام على خلفية عدة قضايا، خصوصا في يوليو/تموز الماضي عند صدور قانون القومية اليهودية في البرلمان الإسرائيلي.

وانتقد اردوغان حينها بشدّة إسرائيل ووصفها بأنها أكثر "الدول صهيونية وفاشية وعنصرية في العالم".

واستدعت أنقرة في مايو/أيار الماضي السفير الإسرائيلي وطلبت منه مغادرة تركيا بعد مقتل عدد من المتظاهرين في الشريط الحدودي في غزة.

وأعلن اردوغان أيضا في 14 ديسمبر/كانون الأول أن الفلسطينيين "تعرضوا لكثير من القمع والعنف وسياسات التخويف، لا تقلّ عن تلك التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية".