حركة الشباب تتبنى اعتداء مقديشو باعتذار غير مسبوق

الحركة المتطرفة تبرر الهجوم الذي سقط فيه 81 قتيلا بمحاربة الداعمين الأجانب ومنهم الاتراك الساعين الى 'احتلال' الصومال.
حركة الشباب: الاتراك اعداؤنا ولن نتوقف عن القتال حتى ينسحبوا
المخابرات الصومالية تتهم دولة دون ان تسميها بالضلوع في الهجوم

مقديشو - تبنت حركة الشباب الاسلامية الصومالية الاثنين اعتداء بسيارة مفخخة استهدف السبت نقطة تفتيش في مقديشو موقعا 81 قتيلا بينهم تركيان.
وهذا هو أسوأ تفجير في أكثر من عامين بالبلد الذي دمرته أعمال عنف يشنها إسلاميون منذ نحو ثلاثة عقود إضافة إلى صراع قبلي.
وقال الناطق باسم الحركة علي محمد في رسالة صوتية "السبت شن المجاهدون هجوما، مستهدفين موكبا للمرتزقة الاتراك والمسلحين المرتدين الذين كانوا يواكبونهم".
وللمرة الأولى، قدمت حركة الشباب اعتذارها لسقوط ضحايا مدنيين في الاعتداء الذي برّرته بضرورة محاربة الدولة الصومالية وداعميها الاجانب.
وأضاف الناطق "نحن نأسف فعليا للخسائر التي لحقت بمجتمعنا المسلم الصومالي ونقدم تعازينا للمسلمين الذين سقطوا أو أصيبوا بجروح او دمرت ممتلكاتهم".
وتابع ان السيارة المفخخة أوقفتها أجهزة الامن عند نقطة التفتيش في اللحظة التي كانت تريد فيها استهداف هذا الموكب، وبالتالي كانت "مشيئة الله" سقوط هذا العدد من المدنيين.

نأسف فعليا للخسائر التي لحقت بمجتمعنا المسلم الصومالي ونقدم تعازينا للمسلمين الذين سقطوا أو أصيبوا

ولا تتبنى حركة الشباب عادة الاعتداءات التي تسفر عن عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين خوفا من فقدان الدعم الذي تحظى به لدى عدد من الصوماليين.
وبين القتلى 16 طالبا جامعيا كانوا في حافلة لحظة وقوع التفجير، إضافة الى مواطنين تركيين.
وكان فريق صغير من المهندسين الأتراك يعملون في إنشاء طريق بالمدينة عندما وقع الانفجار.
كما اتهم الناطق باسم الحركة تركيا بالسعي الى "احتلال" الصومال وبانها "سيطرت على جميع موارده الاقتصادية". وحذر من ان "الاتراك اعداؤنا، وكما قلنا سابقا، لن نتوقف عن القتال حتى ينسحبوا من بلادنا".
واتهم جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي "دولة" دون ذكر اسمها، بإنها ضالعة في الهجوم. وقال في تغريدة على تويتر "إن بلدا أجنبيا خطط لمذبحة للصوماليين في مقديشو يوم 28 ديسمبر 2019".
وأضاف الجهاز أنه سيستعين في التحقيقات بوكالة مخابرات أجنبية لم يكشف عن اسمها.
وتُعدّ تركيا واحدة من المانحين والمستثمرين الرئيسيين في الصومال، وتقيم معه علاقات تاريخية. وتدير شركات تركية ميناء ومطار مقديشو.
وفي ايلول/سبتمبر 2017، افتتحت تركيا اكبر مركز تدريب عسكري اجنبي في الصومال. لكن هذا الحضور جعل مرارا من مصالحها ومواطنيها اهدافا لحركة الشباب.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت الأحد أربعة "ارهابيين" في ثلاث ضربات شنتها في الصومال مستهدفة الحركة المتطرفة.
وكثيرا ما تتعرض مقديشو لتفجيرات واعتداءات يشنّها عناصر حركة الشباب الذين يسعون منذ أكثر من عشرة أعوام إلى اطاحة الحكومة الصومالية.
وكان أسوأ هجوم أسفر عن قتلى واتُهمت الشباب بالمسؤولية عنه وقع في أكتوبر تشرين الأول عام 2017 عندما انفجرت شاحنة ملغومة بجوار صهريج وقود في مقديشو مما أدى لمقتل نحو 600 شخص.
وفي 2011، أُجبر عناصر الحركة المتطرفة على الفرار من العاصمة الصومالية وخسروا مذاك العديد من معاقلهم. إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية في محيطها ويشنّون هجمات ضد السلطات.