حزب أردوغان بدأ يتفكك من الداخل على سكة انهيار حتمي

الرئيس التركي يحاول التغطية على حالة الانكسار ومأزق حزبه الذي يشهد انشقاقات وتململ داخلي والأزمة الاقتصادية بالتركيز على قضايا تعتبر جانبية وتدخلا سافرا في شؤون الدول الأخرى.

قاعدة حزب أردوغان الشعبية تتآكل على وقع هزائم متتالية
القاعدة القوية لإسلامي تركيا أصبحت مشتتة على أكثر من جبهة
أردوغان في مأزق يزداد تعاظما مع فشله في إدارة الأزمة داخل حزبه
رهان أردوغان على الاستثمار في قضايا جانبية لم يعد رهانا جاذبا للناخبين

أنقرة - سلطت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة في الأمم المتحدة ومنها إعادة إثارة ضجيج قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول ووفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في السجن والأزمة في ادلب السورية واصطفافه مع إيران بمحاولة تبرئة ساحتها من العدوان على منأتي نفط لأرامكو السعودية، الضوء على حجم المأزق الذي يعيشه أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ومساعيه للتغطية على حالة الانكسار الداخلي على ضوء بوادر قوية على تفكك حزبه، باستحضار قضايا جانبية بينما تعيش بلاده أزمة اقتصادية حادة.

وكان يمكن أن يكون لاستمراره في سياسة فتح جبهات العداء الخارجية تأثير ايجابي على شعبيته المتداعية في ظرف غير الظرف الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية والوضع المتأزم سياسيا واقتصاديا الذي تعيشه تركيا.

فالرجل الذي اعتاد على رفع أسهم شعبيته طيلة سنوات حكمه بالتصعيد وباستدعاء عداءات مجانية بات بعد هيمنة طويلة على الحكم، يواجه عزلة متزايدة داخل حزبه الذي تشير كل المؤشرات على أنه على سكة الانهيار الحتمي مع انشقاقات واسعة من قيادات الصف الأول وانسحابات بالآلاف من المنتسبين والأعضاء.

القاعدة القوية لإسلامي تركيا أصبحت مشتتة على أكثر من جبهة بفعل سياسات أردوغان ونزعة التسلط التي طبعت حكمه وإدارته للحزب.

وبحسب تقرير نشره موقع أحوال تركية اليوم الجمعة، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر حتى الآن أكثر من 840 ألفا من أعضائه في العام الماضي على اثر استقالة أعضاء من مؤسسي الحزب.

وشكّلت هذه الانشقاقات والانسحابات مؤشرا قويا على بداية النهاية للرجل الذي حكم تركيا بقبضة من حديد، موظفا القانون وكل إمكانات الدولة لخدمة أجندته وفق إيديولوجية حزبه التي ركزت على دعم جماعات الإسلام السياسي وسياسة المحاور.

ووقف أردوغان إلى جانب قطر بعد قرار المقاطعة العربية والخليجية وانتقد السعودية مرارا واستثمر في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي فكلما هدأ ضجيجها إلا وأعاد إثارته للتشويش على جهود المملكة التي وضعت القضية في مسارها القانوني لمحاسبة المتورطين في الجريمة.

ودفع مرارا لتدويلها لكن كل جهوده باءت بالفشل، فيما أعاد أيضا الدفع لفتح ملف وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. كما استمر في الحشد لدعم جماعة الإخوان المحظورة بقرار قضائي والمصنفة إرهابية في مصر وعدد من دول الخليج. كما فاقم متاعب تركيا أيضا بأن اصطف مع إيران ضد السعودية بموقفه من العدوان الإيراني على منشأتين لأرامكو في 14 سبتمبر/أيلو.  

وتعتبر كل هذه القضايا التي يحرص أردوغان على إثارتها مزايدة أو بحثا عن ترميم شعبية متهاوية، قضايا جانبية وتدخلا في شؤون الدول الأخرى مقارنة بما تعيشه تركيا من أزمات والتي تتصدرها الأزمة الاقتصادية مع حالة ركود غير مسبوق وتقلبات في سعر الليرة.

ووفق 'أحوال تركية' ثمة تململ في حزب العدالة والتنمية بين متذمر وخائف من الجهر برأيه مع الحملة التي دشنها أردوغان ضدّ من اتهمهم بـ"الخيانة" وتوعد بمحاسبتهم، في إشارة خاصة لرئيس وزرائه السابق احمد داوود أغلو الذي استقال من الحزب ويسعى لتشكيل حزب منافس لعزل الرئيس.