حزب ألماني يطالب ميركل وماكرون بوضع حد لابتزاز أردوغان

أردوغان يبحث مع زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أزمة المهاجرين عبر الفيديو كونفرنس بعد إلغاء قمة كانت ستعقد في إسطنبول بسبب كورونا.

أنقرة - طالبت رئيسة حزب الخضر الألماني أنالنا باربوك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بممارسة الضغط اللازم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر سيعقد بينهم عبر الهاتف اليوم الثلاثاء لأجل التوصل لحل بالنسبة للتعامل مع اللاجئين القادمين من سوريا بعد أن فتحت أنقرة حدودها أمامهم لدخول دول الاتحاد الأوروبي، في خطوة استفزازية بحثا عن دعم أوروبي لتدخلاتها العسكرية في المنطقة.

ويتشاور زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع أردوغان اليوم الثلاثاء عبر الفيديو كونفرنس بشأن الأزمة السورية وعواقبها. ومن المحتمل أيضا التطرق بصفة خاصة لمناقشة وضع اللاجئين على الحدود التركية-اليونانية.

وقالت باربوك خلال تصريح لإذاعة برلين براندنبورغ (أر بي بي) إنها تتوقع إصدار "بيان واضح تماما من جانبي المستشارة والرئيس الفرنسي".

وأضافت أنه "يتعين على الأوروبيين -لاسيما هذان الرئيسان (ميركل وماكرون)- أن يظهروا بشكل واضح للغاية للسيد أردوغان أنه يتعين على تركيا السيطرة على حدودها والتوقف عن جعل اللاجئين أداة للعب".

وشددت رئيس حزب الخضر على ضرورة أن تقدم أوروبا تعهدات واضحة للغاية لتمويل اللاجئين في تركيا.

والأربعاء الماضي، شدد إردوغان على إبقاء حدود تركيا مفتوحة أمام المهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا، إلى أن يلبي الاتحاد الأوروبي كافة مطالبه.

وحاول عشرات الآلاف من المهاجرين دخول اليونان العضو بالاتحاد الأوروبي بعد أن قالت تركيا يوم 28 فبراير/شباط إنها لن تبقيهم على أراضيها وفقا لاتفاق أبرمته مع بروكسل في 2016 مقابل مساعدات من الاتحاد الأوروبي.

واستقبلت تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري في أكبر تجمع للاجئين على مستوى العالم، وهي تخشى أن تدفع القوات الحكومية السورية ثلاثة ملايين آخرين عبر الحدود إلى أراضيها من محافظة إدلب التي تحاول استعادتها من فصائل مسلحة مدعومة من أنقرة.

ا
انتشار فيروس كورونا يعقد أزمة اللاجئين أكثر

ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى وقف المهاجرين من أفغانستان وباكستان وأفريقيا إلى جانب سوريا الذين يحاولون عبور الحدود.

وقال مسؤول تركي إن المؤتمر سيشمل بحث "الدعم الذي يمكن تقديمه لتركيا وما يمكن عمله بعد محادثات أردوغان في بروكسل وتقييم زعماء الاتحاد الأوروبي".

وكان من المقرر أن تجرى المحادثات في اجتماع قمة في إسطنبول، لكن الموقف تغير مع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي دفع الدول الأربع لفرض قيود على الطيران.

واليوم الثلاثاء، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رصد عشر حالات إصابة بفيروس كورونا بين لاجئين وطالبي لجوء في ألمانيا.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش خلال إفادة صحفية "حسب علمنا، هناك عشر حالات مؤكدة في ألمانيا حتى هذا الصباح.. هم إما لاجئون أو طالبو لجوء". وجرى رصد الحالات في ميونيخ وبرلين وهايدلبرج.

وحث كل الإدارات على مستوى البلاد على معاملة اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يصابون بالمرض بنفس معاملة المواطنين الألمان.

ومن المقرر أن يبحث الزعماء الأربعة خلال المحادثة الهاتفية تحديث اتفاق 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي تعهد الاتحاد بموجبه بتقديم مساعدات بقيمة ستة مليارات يورو (6.8 مليار دولار) لتمويل مشروعات للاجئين السوريين في تركيا.

يذكر أن أردوغان التقى مؤخرا رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بعدم أن أعلنت أنقرة الاستمرار في السماح للاجئين والمهاجرين دخول الاتحاد الأوروبي. وبناء على ذلك تدفق آلاف الأشخاص على الحدود التركية مع اليونان.

وتنص اتفاقية اللاجئين لعام 2016 بين بروكسل وأنقرة على أن تتخذ أنقرة إجراءات ضد الهجرة غير الشرعية. وفي مقابل ذلك يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويل دعم اللاجئين في تركيا بإجمالي ستة مليارات يورو.

ومع التصعيد العسكري طيلة الأسابيع الماضية في إدلب استغلت تركيا هروب السكان من المنقطة للدفع بهم نحو الحدود مع اليونان أملا في تعديل اتفاقية 2016 بقصد الحصول على مزيد من الّأموال في خطوة وصفت بأنها عملية ابتزاز مكشوفة يمارسها أردوغان ضد دول الاتحاد الأوربي.