حزب الدعوة.. يدخل مؤتمره الانتخابي مثقلاً بالخلافات

تأزم العلاقة بين المالكي والعبادي عام 2014 على خلفية ترشيح الأخير من قبل التحالف الوطني في حينها لرئاسة الحكومة أدى ذلك إلى تصدعات داخل حزب الدعوة انعكست بصورة واضحة على خطابهما الإعلامي.

بقلم: محمد صباح

من المقرر ان يعقد حزب الدعوة خلال ايام مؤتمره الانتخابي العام وسط خلافات قد تبعد المالكي عن زعامة الحزب التي تقلدها منذ سنوات. وتتحدث أطراف سياسية عن "انشقاقات عميقة" داخل الحزب تسببت بتأجيل انعقاد المؤتمر أكثر من مرة، آخرها اعلان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي استقالته من جميع مناصبه.

وكان طرفا حزب الدعوة (جناحا المالكي والعبادي) قد اتفقا في وقت سابق على تحديد منتصف شهر حزيران الماضي موعدا لعقد المؤتمر الرابع لحزب الدعوة لانتخاب هيئة قيادية جديدة.

وتأزمت العلاقة بين المالكي والعبادي عام 2014 على خلفية ترشيح الأخير من قبل التحالف الوطني في حينها لرئاسة الحكومة. وأدى ذلك إلى تصدعات داخل حزب الدعوة انعكست بصورة واضحة على خطابهما الإعلامي.

لكن النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الإله النائلي يعزو في حديث مع (المدى) أسباب عدم انعقاد المؤتمر الانتخابي لحزب الدعوة في شهر حزيران الماضي إلى أمور فنية تتعلق بالتهيئة وإحصائيات الأسماء التي ستشارك في المؤتمر، مؤكدا ان "المؤتمر سيعقد خلال شهر تموز الجاري".

ويشير النائب النائلي الى أن "المقصود بإحصائيات، هي الأسماء التي يحق لها المشاركة في هذا المؤتمر الانتخابي بعد إضافة شخصيات جديدة استحقت الحضور والمشاركة في المؤتمر"، لافتا إلى ان "النظام الداخلي يشترط في الداعية إكمال عشر سنوات في الحزب ومشارك في لجنة دعوية وملتزم بالانضباط ويمتلك ثقافة سياسية ودينية".

ويذكر النائلي ان "عدد الهيئة العامة للحزب تتراوح بين 350 إلى 400 شخصية يحق لها المشاركة في المؤتمر"، مضيفا ان "توجه الحزب في الفترة المقبلة هو السماح بمشاركة فئة الشباب على كل المستويات القيادية والشورى".

يقول العضو في ائتلاف دولة القانون: إن "قيادة الدعوة موحدة ولا يوجد طرفان في الحزب... كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين البعض"، مؤكدا أن "المؤتمر سيختار هيئة قيادية وشورى جديدة".

ويقول ايضا ان "هناك تصريحات صدرت من البعض تشير الى عدم رغبة قيادات في الحزب بالترشح في انتخابات الهيئة القيادية القادمة".

وأعلن رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، الشهر الماضي في رسالة موجهة إلى حزب الدعوة، استقالته من جميع مناصبه القيادية في حزب الدعوة، مطالباً بإجراء مراجعة وتجديد في هيكلية حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق.

من جانبه، يقول النائب السابق عن حزب الدعوة رسول أبو حسنة ان أسباب عدم عقد المؤتمر الانتخابي في أوقاته المحددة تعود إلى وجود أغلب قيادات حزب الدعوة خارج العراق وتحديدا في أمريكا وبريطانيا والدول الاسكندنافية" مؤكدا أن "عدم حضور هذه الشخصيات سيؤثر على المؤتمر".

ودارت خلافات بين المالكي والعبادي على صلاحيات منصب الأمين العام للحزب ما دفع الى طرح مقترح إلغاء المنصب واستحداث منصب أو موقع بديل يسمى "أمانة الحزب" على أن يتألف من ثلاث قيادات تتخذ قراراتها بالإجماع لكن المالكي وفريقه يرفضون هذه الفكرة ويصرون على إبقاء منصب الأمين العام بصلاحيات واسعة.

يبين أبو حسنة في تصريح لـ(المدى) ان "هناك مواعيد شبه محددة لإجراء أو عقد المؤتمر الانتخابي للحزب في 12 أو 13 من شهر تموز الجاري"، لافتا إلى ان "التعديلات على النظام الداخلي ستبحث خلال انعقاد المؤتمر".

وينفي ابو حسنة "وجود اتفاق داخل الحزب ينص على عدم السماح للهيئة القيادية لـ(11) في الترشح مرة أخرى"، معتبرا أن "الموضوع مجرد تصريحات إعلامية صدرت من قبل بعض الشخصيات".

وكان القيادي السابق في الحزب صلاح عبد الرزاق، قد حذر في تصريح سابق لـ(المدى) من دخول حزب الدعوة في المؤتمر الانتخابي الرابع بوجود خلافات وانشقاقات واستقطاب بين جبهتين، لان ذلك سيؤدي إلى ولادة حزب جديد"، مضيفاً أن "عدم ترشح الهيئة القيادية مرة أخرى يعني إنهاء الخلافات داخل الحزب".

وعن إمكانية إبقاء المالكي على رأس حزب الدعوة يقول ابو حسنة إن "من الصعب التوقع لان التقاطعات ربما تغير من مجرى الأمر داخل الحزب".

نُشر في المدى البغدادية