حزب العمال مطالب بموقف واضح حول استفتاء ثان لبريكست

جيريمي كوربين يصر على أن تقدم ماي تنازلات بشأن خطوطها "الحمراء" إذا ما أرادت التوصل إلى اتفاق عبر حوار مع حزبه.
حزب العمال يمكنه الاستفادة من تأخر بريكست
تحذيرات لكوربين من خسارة الملايين من الناخبين في الحزب

لندن - قال ديفيد ليدينغتون وزير شؤون مجلس الوزراء في بريطانيا اليوم الأحد إن محادثات الحكومة مع حزب العمال المعارض بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ستستمر.

وأوضح ليدينغتون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "المحادثات لن يطول أمدها لشهور وستستمر حتما هذا الأسبوع. لا أعتقد أنه يمكن السماح بإطالة أمد هذه المسألة أكثر من ذلك. أعتقد أن الناس يريدون من الساسة التعامل مع هذا الأمر".

وأشار إلى أن الاجتماعات التي ستعقد هذا الأسبوع ستتناول موضوعات مختلفة وسيقودها وزراء معنيون وشخصيات من حزب العمال.

ومن القضايا المركزية في المحادثات ما إذا كانت الحكومة مستعدة لتقديم بعض التنازلات لحزب العمال بخصوص اتحاد جمركي في المستقبل مع الاتحاد الأوروبي وهو ما يعارضه الوزراء لكنه ركيزة مهمة في مقترح حزب العمال بخصوص الخروج من التكتل.

وقال ليدينغتون "إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن فستكون هناك حاجة لحلحلة موقفي الطرفين".

ووصف زعيم حزب العمال  جيريمي كوربين، أمس السبت، تأخر سعي رئيسة الحكومة تريزا ماي إلى إجراء محادثات مع الحزب بشأن بريكست، بأنه "أمر شائن".

وأصر كوربين على أن تقدم ماي تنازلات بشأن خطوطها "الحمراء" إذا ما أرادت التوصل إلى اتفاق عبر حوار مع حزبه.

وّأوضح زعيم العمال قائلا " انخرطنا في المحادثات بطريقة جادة وبناءة، لكن يجب أن نرى تلك الخطوط الحمراء تتزحزح. يجب أن نرى تنازلات حقيقية".

وحذّر كوربين من أن تستغل ماي مسألة إرجاء الاتفاق إلى 31 أكتوبر كفرصة لطرح اتفاق الانسحاب في مجلس العموم مرة أخرى.

وفي المقابل قالت صحيفة ذا غارديان البريطانية إن ريتشارد كوربيت زعيم حزب العمال في البرلمان الأوروبي وغيره من قيادات الحزب حذروا كوربين من خسارة ملايين الناخبين المناهضين لبريكست إذا فشل في دعم استفتاء ثانٍ واضح في بيانه لانتخابات الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.

وتأتي تحذيرات كوربيت الذي يقود 20 عضوًا في البرلمان الأوروبي من حزب العمال، وسط مخاوف متزايدة بين أعضاء الحزب البريطاني المعارض من أنه قد يخسر جيلًا من الناخبين الشباب المؤيدين للاتحاد الأوروبي إذا لم يضمن ذلك تصويتًا عامًا آخر.

وقال كوربيت "إذا لم يؤكد حزب العمال دعمه للتصويت على أي صفقة خاصة ببريكست هذه المرة في بيانه فسوف يفقد كثيرا من شعبيته".

ووفقا لتحليل استطلاعات الرأي الأخيرة قالت صحيفة صنداي تليغراف البريطانية إن حزب العمال يمكن أن يستفيد من تأخر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للوصول إلى السلطة، حيث من المقرر أن يخسر حزب المحافظين 59 مقعدا في حالة إجراء انتخابات عامة، وفقا لبحث الانتخاب الإلكتروني الذي أجرته الصحيفة.
ويعد هذا التحليل هو الأحدث في مجموعة من الدراسات الاستقصائية التي تشير إلى انهيار تصويت المحافظين، حيث وضع استطلاعان آخران في نهاية هذا الأسبوع الدعم للحزب عند أدنى مستوياته منذ خمس سنوات على الأقل.
أشار الاستطلاع الانتخابي لحسابات الناخبين في استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة من 2 إلى 11 أبريل إلى أن حزب العمال سيصبح أكبر حزب في مجلس العموم، حيث حصل على 296 مقعدا مقابل 259 محافظا. 

ووجدت بريطانيا نفسها في وضع محرج يجبرها على التحضير لانتخابات البرلمان الأوروبي بعد ثلاث سنوات من قرارها مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وواجهت ماي صعوبات في الحصول على موافقة البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست الذي توصلت إليه مع بروكسل، ما اضطر دول الاتحاد الـ27 الأخرى في قمة عقدت الأسبوع الماضي إلى منح بريطانيا إرجاء ثان لبريكست لحد أقصاه 31 تشرين الأول/أكتوبر.