حزب الله العراقي يرفض نزع سلاحه رغم وعيد ترامب

الميليشيا المدعومة من إيران تؤكد أن سلاحها جزء أساسي من استراتيجيتها في مواجهة أي تهديدات، سواء كانت من قبل القوات الأميركية أو أي أطراف أخرى.
تمسك الميليشيا بسلاحها يشير الى أن العراق مقبل على مزيد من التصعيد

بغداد - تبدي كتائب حزب الله العراقي رغبة في التمسك بسلاحها وعدم الرضوخ لأي ضغوط خارجية، بما في ذلك التهديدات الأميركية التي استمرت بشكل غير رسمي منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في وقت يواجه فيه العراق تحديات كبرى بسبب المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
 وعلى الرغم من تصريحاتٍ نقلتها وكالة "رويترز" بشأن استعداد بعض الفصائل المسلحة المدعومة من إيران لنزع سلاحها، أكدت الكتائب "رفضها لهذه المزاعم جملة وتفصيلًا"، وأصرت "على موقفها الثابت في الحفاظ على سلاحها كجزء من استراتيجياتها العسكرية والسياسية في البلاد".
وأمس الاثنين انتشرت أنباء عبر الوكالة نقلاً عن مصادر عراقية بأن بعض الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله، أبدت استعدادها لأول مرة لنزع سلاحها بهدف تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة. إلا أن الميليشيا المدعومة من إيران كانت سريعة في نفي هذه التصريحات، مؤكدًة في بيان رسمي أن هذه الأخبار "لا تمت إلى ثوابتنا ومواقفنا بأية صلة". 
وأوضحت أن التصريحات التي تم نشرها ليست صادرة عن قادة الحزب الرسميين، بل هي مجرد "كذب وافتراء"، وذكرت أنه لا يحق لأحد غير المتحدث الرسمي محمد محي والناطق العسكري جعفر الحسيني أن يدلي بتصريحات باسم الكتائب.
ودعت وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والصدق في نقل الأخبار، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد من ينشر أخبارًا غير موثوقة، مما يعكس مدى انزعاجه من هذه التقارير. كما شددت على أن سلاحها جزء أساسي من استراتيجيتها في مواجهة أي تهديدات، سواء كانت من قبل القوات الأميركية أو أي أطراف أخرى، مؤكدًا أنه لا ينوي التراجع عن موقفه.
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، وجهت إدارته تحذيرات متكررة إلى الحكومة العراقية بشأن المجموعات المسلحة المدعومة من إيران. هذه التهديدات تضمنت فرض عقوبات محتملة ضد الفصائل المسلحة أو استهدافها عسكريا في حال لم يتم نزع سلاحها. 
وكانت الولايات المتحدة كانت عبرت عن قلقها من النفوذ الإيراني المتزايد في العراق، خاصة في ظل دعمها لفصائل مثل حزب الله العراقي. ورغم هذه الضغوط، لا يزال الحزب يتمسك برؤيته وأيديولوجيته، وفيما يعتبره حقه في مقاومة أي تدخلات خارجية في شؤون العراق. وكانت هذه الميليشيا من بين أكثر المجموعات المسلحة التي هاجمت القواعد الاميركية في الفترة الماضية ناهيك عن الهجمات التي طالت الدولة العبرية بسبب حرب غزة.

حزب الله العراقي من بين أكثر الميليشيات تهديدا للقواعد الأميركية
حزب الله العراقي من بين أكثر الميليشيات تهديدا للقواعد الأميركية

ويعتبر إصرار حزب الله العراقي على عدم نزع سلاحه ليس مجرد موقف ضد الضغوط الأميركية، بل هو انعكاس لتحولات سياسية وأمنية واسعة في العراق. حيث ترى بعض الفصائل المسلحة أن سلاحها ليس فقط وسيلة للدفاع عن مصالحها وأيديولوجياتها، بل هو أيضًا أداة للبقاء في المشهد السياسي العراقي في مواجهة أية ضغوط محلية أو إقليمية.
وفي المقابل، تتابع الحكومة العراقية هذا التصعيد بعناية، حيث تجد نفسها في موقف صعب بين التعامل مع الضغوط الأميركية واحتواء الفصائل المسلحة المدعومة من إيران. إذ أن هناك خشية حقيقية من تفاقم الأوضاع الأمنية في البلاد في حال فشل الحكومة في فرض سيطرتها على هذه المجموعات. هذا الوضع المعقد يزيد من تعقيد أي حل سياسي، ويضع الحكومة في موقف قد يؤثر سلبًا على قدرتها في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية.
وكانت تقارير تحدثت سابقا عن توجه إيراني لتجنيب العراق تداعيات تصاعد التوتر حيث اجتمع مسؤولون من الحرس الثوري بقادة عدد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي وبحضور مسؤولين في الحكومة العراقية لمنع أية هجمات على المصالح والقواعد الأميركية. ووصل الامر حتى التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحث من يخرق هذا التوجه.
ويظل حزب الله العراقي جزءًا من شبكة الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران في العراق، وهي علاقة قوية تعود إلى سنوات الحرب في العراق. إيران، التي تعتبر نفسها حليفًا استراتيجيًا لهذه الفصائل، تستمر في توفير الدعم المالي والعسكري لتلك المجموعات المسلحة. 
وتحظى هذه العلاقة تحظى بمزيد من التعقيد في ظل التوترات الإقليمية، خاصة مع الولايات المتحدة. ويبدو أن إيران، التي تعرضت هي الأخرى لعقوبات أميركية قاسية، لن تسمح بتقويض نفوذها في العراق أو تعطيل مشاريعها الإقليمية من خلال إضعاف هذه الفصائل ولكنها في المقابل تناور بمنع هجمات واسعة النطاق على المصالح والقواعد الغربية.