حزب الله يأمل تجنيب لبنان التصعيد دون وقف للقتال مع إسرائيل

مسؤول في الحزب يؤكد أنه لن يتم البحث في أية مقترحات بشأن الانسحاب من الحدود مع إسرائيل قبل وقف الحرب على غزة.
حزب الله يحمل الغرب مسؤولية اضعاف الجيش اللبناني ما يمنعه من تولي مهمة حراسة الحدود
عمار الموسوي يقول إنه لا معلومات لديه عن مفاوضات جدية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة

بيروت - تؤكد جماعة حزب الله اللبنانية أنها لا تريد توسيع الحرب في المنطقة مع استمرار القصف المتبادل مع الجيش الإسرائيلي على الحدود لكنها تعبر عن استعدادها لمواجهة أية عملية عسكرية تفرض عليها على ضوء استمرار القتال في قطاع غزة.
وقال عمار الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله في مقابلة حصرية مع مجلة لوبوان أن المواجهة مع لإسرائيل ليست صراعا كاملا لكنها في نفس الوقت ليست حلقة بسيطة من الهجمات والأعمال الانتقامية موضحا أن الحزب الموالي لإيران دخل هذه المعركة لسببين، الأول لدعم أهل غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية، والثاني لأن لبنان قلق من هذه المواجهة وتداعياتها على أراضيه.
ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم وسط حالة من الترقب.
وفي لبنان نزح أكثر من 89 ألفاً من بلدات حدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 284 شخصاً على الأقل، بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً، وفق حصيلة. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين في شمال البلاد الحدودي مع لبنان.
وقال الموسوي أن حزب الله لا يريد إدخال لبنان في مواجهة شاملة مع إسرائيل كما أن الأميركيين والمجتمع الدولي لا يريدون اتساع نطاق الصراع ويمارسون ضغوطا كبيرة بهذا الخصوص.
وشدد على أنه لا معلومات لديه عن مفاوضات جدية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة مشددا أنه لن يتم مناقشة تطبيق القرار 1701 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي عام 2006 إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت فرنسا قدمت مقترحا للتهدئة عبر دعوة المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لحزب الله، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود بعد رفض الحزب سحب مقاتليه خلف وادي الليطاني وفق رغبة الجانب الإسرائيلي. وتقترح الوثيقة أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود.
ويقضي المقترح أيضا بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله حيث يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.
ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب صراع "يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة" وفرض "وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة"، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
وقال مسؤولون لبنانيون وفرنسيين إن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سلم الوثيقة لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة.
وأوضح موسوي أن قوات حزب الله متواجدة على الحدود بدلا من قوات الجيش اللبناني لأنه ببساطة لا أحد يعمل على تعزيز قدرات الجيش اللبناني بما في ذلك الدول الغربية التي تدعي الدعم والسبب يعود إلى أنها لا تريد أن يكون الجيش اللبناني أقوى من الإسرائيليين.