إسرائيل تؤكد تصفية خليفتي نصرالله المحتملين
بيروت - أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء أن غارات جوية إسرائيلية قتلت خليفتين لحسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، وذلك فيما توسع إسرائيل هجومها على الحزب المدعوم من إيران بنشر فرقة رابعة من الجيش في جنوب لبنان.
وقال في مقطع مصور نشره مكتبه بعد ساعات من ترك نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله الباب مفتوحا أمام التفاوض على وقف إطلاق النار "قوّضنا قدرات حزب الله. قضينا على الآلاف من الإرهابيين، بما في ذلك حسن نصر الله نفسه وبديله، وبديل البديل"، من دون ذكر اسميهما.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الثلاثاء إن هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لحسن نصر الله، قُضي عليه على ما يبدو.
وينظر كثيرون إلى هاشم صفي الدين على أنه الخليفة المحتمل للأمين العام الراحل للجماعة المدعومة من إيران.
وصفي الدين هو ابن خالة نصر الله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ 27 سبتمبر/أيلول. كما أنه عضو في مجلس الجهاد الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.
ولعب دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل، وألقى خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي تجنبها نصر الله لفترة طويلة لأسباب أمنية.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم الثلاثاء إنه قضى على سهيل حسين حسيني رئيس منظومة الأركان في حزب الله اللبناني في ضربة استهدفت إحدى مناطق بيروت ما يكشف قدرة الدولة العبرية على تتبع مواقع وجود قيادات الصف الأول في الحزب بعد اختراق وصف بأنه الأكبر في تاريخه، بينما قال نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب إنه يؤيد الحراك السياسي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مهددا القادة الاسرائيليين بالمزيد من العمليات والمزيد من تهجير سكان الشمال.
وبحسب الجيش لعب سهيل حسين الحسيني دورا رئيسيا في تنسيق عمليات نقل الأسلحة بين إيران وحزب الله وأشرف على الوحدة المشاركة في إنتاج الصواريخ الموجهة بدقة.
وأوضح أنه كان يقود وحدة اللوجستيات في حزب الله التي تدير ميزانية المجموعة وتنظم أنظمتها التشغيلية المختلفة. ولعب دورا رئيسيا في الإشراف على توزيع الأسلحة المهربة على وحدات مختلفة داخل الحزب وإدارة النقل وتخصيص الموارد. وكان أيضا عضوا في مجلس الجهاد التابع للحزب وهو المنتدى العسكري الأعلى في الجماعة الشيعية اللبنانية المسلحة.
وتضمنت الوحدة اللوجستية تحت قيادة الحسيني أيضا قسم البحث والتطوير في حزب الله، والذي يشارك في إنتاج الصواريخ الموجهة بدقة وتخزين ونقل الأسلحة داخل لبنان.
وفي إطار مسؤولياته، كان أيضا مسؤولا عن التمويل والخدمات اللوجستية لبعض المشاريع الأكثر حساسية لحزب الله، بما في ذلك الخطط العملياتية للحرب وبرامج خاصة أخرى، مثل إطلاق هجمات ضد إسرائيل من لبنان وسوريا.
واغتيال الحسيني هو الأحدث في سلسلة من عمليات اغتيال دقيقة نفذتها إسرائيل في بيروت وفي معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية.
وقال نعيم قاسم في كلمة متلفزة بمناسبة مرور عام على حرب غزة إن الحزب يؤيد الحراك السياسي لبري لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مضيفا "نحن لنا ملئ الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري، أنت الأكبر بنظر الأمين العام الراحل حسن نصرالله وأعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله".
وأكد أن قدرات الحزب العسكرية وإمكاناته "بخير"، وأن إدارة الحزب "متماسكة" ومقاتليه على الجبهة.
وتابع "إدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في حزب الله، ولقد تخطيّنا الضربات الموجعة وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء".
ولفت قاسم إلى أن لبنان كان مستهدفا من إسرائيل حتى لو لم تشارك جبهة المقاومة بإسناد غزة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا "أنه يريد شرق أوسط جديد"، وأن إسرائيل "تريد إخضاع دول المنطقة وشعوبها لسياستها".
وأضاف "جرائم إسرائيل خلال عام لم تكن ردا على طوفان الأقصى ولكن هدفها إبادة الشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة بشكل كامل".
وقال إن خسائر إسرائيل في جبهة الشمال (على حدود لبنان) كبيرة لكنها لا تعلن عنها، مشيراً إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أقر بالفشل في حماية مواطنيه وأنه "سيفشل مستقبلا إذا استمر العدوان".
وزاد نائب الأمين العام للحزب "نتنياهو يقول إنه سيعيد مستوطني الشمال، ونقول له إننا سنهجر أضعافهم" مضيفا أنه "لولا الدعم الأميركي الغربي لتوقفت الحرب (الإبادة الإسرائيلية) على غزة خلال شهر".

وفي المقابل يواصل حزب الله قصف مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ حيث أعلن في ستة بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا اليوم الثلاثاء تجمعات للقوات الإسرائيلية في مستوطنتي شلومي وحانيتا وفي محيط موقع المرج ومحيط مستوطنة يرؤون ومربضي مدفعية إسرائيلية في ديشون ودلتون بالصواريخ.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه بدأ الاثنين تنفيذ عمليات برية محدودة ومحددة الأهداف ضد الجماعة الشيعية المدعومة من إيران في القطاع الغربي لجنوب لبنان
كما شنت المقاتلات الإسرائيلية الثلاثاء سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية وعدة بلدات ومناطق جنوب وشرق لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت عدة غارات على الضاحية الجنوبية استهدفت مناطق تحويطة الغدير قرب مطار بيروت الدولي، والكفاءات وبرج البراجنة موضحة أن غارات إسرائيلية أخرى استهدفت عدة مناطق وبلدات في قضاء مدينة صور جنوب البلاد. كما كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على مناطق البقاع شرق لبنان.
وقالت الوكالة إن "الطيران المعادي شن سلسلة غارات ليلا على قرى قضاء بعلبك (شرق) ومنها أطراف بلدة النبي شيت، وقرية يونين".
كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية في غرب بعلبك بلدات فلاوى وبوداي وشمسطار، إضافة لوادي أم علي ضمن قرى مزارع بيت مشيك.
ومساء الاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء الفوري لمنازلهم، بدعوى التواجد قرب منشآت تابعة لـ"حزب الله" قال إنه يعتزم مهاجمتها.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "إكس" مرفق بخريطتين "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية في برج البراجنة وحدث بيروت، وتحديدا في المباني المحددة في الخرائط وتلك المجاورة لها".
وأضاف "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، وسيعمل الجيش الإسرائيلي ضدها في المدى الزمني القريب" متابعا "عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وحضّت الولايات المتحدة الإثنين إسرائيل على عدم شنّ أيّ هجوم على مطار بيروت أو الطرق المؤدية إليه، في وقت يوجّه فيه الجيش الإسرائيلي ضربات مكثّفة ضدّ حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي "نعتبر أنه من الأهمية بمكان ليس فقط أن يبقى المطار مفتوحا، بل أن تظل الطرق المؤدية إليه مفتوحة أيضا" وذلك خصوصا من أجل تمكين الراغبين بمغادرة لبنان من رعايا أميركيين ورعايا دول أخرى، من أن يفعلوا ذلك.