حزب الله يداري انتكاسته بتهديد إسرائيل بالهزيمة
بيروت - أكد رئيس العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني محمد عفيف أن أولوية الجماعة في الوقت الراهن هي هزيمة إسرائيل عسكريا، مشيرا إلى أن الحزب منفتح على أي جهود تهدف إلى وقف الحرب، فيما يبدو أن الجماعة اللبنانية تداري حالة الإرباك التي تواجهها بعد اغتيال أمينها العام حسن نصرالله وأغلب قياداتها، بينما يحملها العديد من اللبنانيين مسؤولية جر بلادهم إلى الحرب.
وقال عفيف في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة، حيث ظهرت أنقاض المباني المدمرة من خلفه، إن "ضرب تل أبيب ليس سوى البداية وما حصل في الأيام الاخيرة لحيفا وعكا ونهاريا وصفد يؤكد أننا لا زلنا في البداية وإلى العدو نقول لم تر بعد إلا القليل".
وأضاف "أولويتنا المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره بالقوة على وقف العدوان ومع ذلك فإن أي جهد سياسي داخلي أو خارجي لتحقيق وقف العدوان مشكور ما دام مطابقا مع رؤيتنا الشاملة للمعركة وظروفها ونتائجها".
ونفى وجود أسلحة مخزنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وقال إن إسرائيل استخدمت قنابل موقوتة لجعل الأمر يبدو كذلك، ووعد سكان الحي والنازحين من جنوب لبنان والبقاع بأنهم سيعودون قريبا.
واتهم بعض وسائل الإعلام اللبنانية بنقل الخبر الإسرائيلي "دون تمحيص مهني" بما فيها تهديدات المتحدث الرسمي باسم جيش الدولة العبرية، معتبرا أنها تساهم في نشر "المزيد من أخبار العدو وصوره وتعليقات إعلامه في إطار الحرب النفسية ضد المقاومة والتحريض ضدها وضد أبنائها وحلفائها".
وتابع "هناك الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا الأقدس"، وفق قناة "المنار" التابعة للجماعة.
ويواجه حزب الله ضغوطا على الميدان وسط حالة من الإرباك بدأت بتفجيرات البيجر وأجهزة الاتصال وصولا إلى تصفية كبار القادة الميدانيين واغتيال قادة الصف الأول للقيادة المركزية.
ويشير اعتماد حزب الله على رئيس العلاقات الإعلامية للإدلاء بتصريحات هامة تتعلق بتطورات الحرب إلى الفراغ الذي تعاني منه الجماعة على مستوى القيادة.
وفي السابق كان الأمين العام للحزب وأقلها نائبه أو قيادي من الصف الأول هو من يدلي بمثل هذه التصريحات.
ولا يزال العديد من أنصار حزب الله تحت وقع صدمة اغتيال نصرالله وأغلب قيادات الجماعة التي توعد أمينها العام الراحل في أحد خطبه بإعادة إسرائيل إلى العصر الحجري، بينما يرفض أغلبهم تصديق الانتكاسة التي لحقت بالحزب.
ويتهم العديد من اللبنانيين الحزب المدعوم من إيران بجر بلادهم إلى حرب مع إسرائيل، بينما تصاعدت الدعوات بحصر السلاح بيد الدولة واستعادة الحكومة بوصفها سلطة تنفيذية لقرار الحرب والسلم.
واشتد الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله في الأسابيع القليلة الماضية وسط قصف إسرائيلي لجنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ووادي البقاع أسفر عن مقتل العديد من كبار قادة الجماعة.
وأرسلت إسرائيل قوات برية إلى مناطق في جنوب لبنان ومن جانبه أطلق حزب الله صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.