حزب الله يستهدف قاعدة جوية إسرائيلية انتقاما من الهجوم على بعلبك

الجماعة اللبنانية تؤكد أن اطلاق العشرات من الصواريخ على قاعدة ميرون شمال إسرائيل هو مجرد رد أولي وسط مخاوف من توسع نطاق النزاع.
حزب الله يقر بمقتل قيادي بارز في غارة اسرائيلية

بيروت - أعلن حزب الله اللبناني إطلاق دفعة صواريخ على قاعدة إسرائيلية للمراقبة الجوية الثلاثاء ردا على غارات إسرائيلية على شرق لبنان أوقعت قتلى وسط مخاوف حقيقية من توسع الحرب على الحدود مع تواصل التهديدات التي تطلقها حكومة بنيامين نتنياهو وتعهدها بإبعاد الجماعة الموالية لإيران وراء نهر الليطاني.

وأكد الحزب المدعوم من إيران أنه استهدف "قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بدفعة صاروخية كبيرة من عدة راجمات" وكذلك مقر قيادة لفرقة اسرائيلية في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشيا وقال إن الضربات جاءت "رداً على العدوان الصهيوني على محيط مدينة بعلبك"، وهو الرد الثاني له بعد إعلان استهدافه الاثنين قاعدة عسكرية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل بستين صاروخا.

وفي جنوب لبنان شيّع حزب الله اليوم الثلاثاء القيادي حسن سلامي، غداة مقتله باستهداف سيارته الإثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه شغل منصب مسؤول منطقة الحجير في جنوب لبنان، واعتبره مسؤولا عن استهداف "مدنيين وجنود إسرائيليين".

وحذّرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان من "تحول مقلق" في تبادل إطلاق النار. وقالت "نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات" داعية "جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد".

وتعدّ الضربات الإسرائيلية الاثنين أول استهداف إسرائيلي لحزب الله خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين على وقع الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وطالت غارتان إسرائيليتان على الأقل الإثنين، وفق ما أفاد مصدر أمني في لبنان مبنى ومستودعا تابعين لحزب الله في محيط مدينة بعلبك التي تعدّ المعقل الرئيسي لحزب الله في منطقة البقاع (شرق)، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الحزب نعاهما الحزب.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال الأحد إن قصف جنوب لبنان سيتصاعد حتى إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مع "حماس" والتي يجري بحثها برعاية عدة دول إقليمية وغربية.
وأجرى الوزير الإسرائيلي تقييماً للوضع العملياتي في قاعدة القيادة الشمالية، وجهود إبعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية، وشدّد على أهمية مراكمة الإنجازات التكتيكية لتحقيق إنجاز عملي يغيّر الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، ويتيح عودة مستوطني الشمال وسط تصعيد في حالة التأهب. وهدد نتنياهو مرارا بضرب القدرات العسكرية لحزب الله متهما ايران بالتحريض على استهداف شمال إسرائيل.

وأعلن حزب الله الاثنين استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة "بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابة ‏مباشرة" كما أفاد بقصف قاعدة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة بـ60 صاروخا وهو تطر ينذر بمزيد من التصعيد.
وقال النائب بالبرلمان اللبناني عن حزب الله حسن فضل الله إن الهجوم الاسرائيلي على مدينة بعلبك "لن يبقى دون رد"، مؤكدا أن الحزب "سيفاجئ العدو الإسرائيلي".
ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم.
وفي لبنان، نزح أكثر من 89 ألفاً من بلدات حدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 284 شخصاً على الأقل، بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً، وفق حصيلة. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين في شمال البلاد الحدودي مع لبنان.