حزب الله يسمم الأجواء رفضا لدعم أميركي للبنان

 أنصار الجماعة الشيعية يتظاهرون احتجاجا على زيارة قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي لبيروت في الوقت الذي كان يجري فيه مباحثات مع الرئيس ميشال عون شملت تجديد دعم واشنطن للبنان.
الجنرال كينيث مكنزي يؤكد على أهمية استقرار لبنان
الرئيس اللبناني يدعو إلى تطوير التعاون العسكري مع واشنطن
واشنطن عبرت عن استعدادها لدعم حكومة دياب بشرط فك ارتباطها بحزب الله

بيروت - أكد جنرال أميركي دعم واشنطن لاستقرار لبنان اليوم الأربعاء في زيارة أثارت احتجاج متظاهرين، منهم أنصار لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، على السياسات الأميركية في البلاد.

وتأتي زيارة قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي الجنرال كينيث مكنزي للبنان وهو متلق كبير للمساعدات العسكرية الأميركية، بعد أن صعد حزب الله انتقاداته للسفيرة الأميركية دوروثي شيا أمس الثلاثاء واتهمها بالتدخل السافر في شؤون لبنان الداخلية.

ويواجه لبنان أزمة مالية حادة تشكل التهديد الأكبر لاستقراره منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وتصنف الولايات المتحدة جماعة حزب الله التي تملك ترسانة من الأسلحة وكان الحرس الثوري الإيراني أسسها عام 1982، منظمة إرهابية. وهي أيضا طرف رئيسي في الحياة السياسية اللبنانية وتدعم حكومة رئيس الوزراء حسان دياب.

وأفاد بيان للسفارة الأميركية بأن مكنزي "أكد مجددا أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته".

وتجمع بضع عشرات من المحتجين بعضهم يرفع رايات حزب الله في مطار بيروت في احتجاج قالت قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب إنه يوجه عدة رسائل لواشنطن.

وأضاف مذيع قناة المنار أن من هذه الرسائل رفض خطة السفارة الأميركية إحياء ذكرى 241 جنديا أميركيا قتلوا في انفجار قنبلة عام 1983 في بيروت أثناء زيارة مكنزي.

وقال بيان السفارة إن زيارة مكنزي التي تستمر يوما واحدا تشمل "توقفا لفترة وجيزة لإحياء ذكرى من قضوا نحبهم من أفراد الجيش في البلاد".

وتقول الولايات المتحدة إن حزب الله نفذ هجوم 1983 الذي سبقه تفجير السفارة الأميركية في بيروت.

وقال حسن نصر الله في كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء إن شيا تدخلت في تعيينات رسمية في البنك المركزي ووصف ذلك بأنه سلوك استعماري.

أنصار حزب الله يحتجون على زيارة الجنرال كينيث مكنزي للبنان
أنصار حزب الله يحتجون على زيارة الجنرال كينيث مكنزي للبنان

وقالت شيا إن التعيينات أمر يقرره لبنان لكنها بذلت ما في وسعها لتأكد أهمية تعيين من يتمتعون بخبرة دولية.

ويحشد حزب الله لانفتاح أكبر على إيران التي ترزح تحت عقوبات أميركية قاسية ويواجه هو ذاته عقوبات غربية بسبب أنشطته التي صنفتها الولايات المتحدة "ارهابية"، لكن نصر الله ترك الباب مواربا أمس الاثنين في انفتاح لبنان على الغرب طلبا للدعم من دون أن يذكر أميركا بالاسم.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد عبر في تصريحات سابقة عن استعداد بلاده لمواصلة دعم لبنان ومساعدته على تجاوز أزمته الاقتصادية إلا أنه وضع ضوابط وقيودا على أي دعم في هذا الشأن مشددا على ضرورة فك حكومة حسان دياب ارتباطها بحزب الله وتنفيذ إصلاحات اقتصادية جادة.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء لدى استقباله الجنرال كينيث ماكينزي إلى تطوير التعاون العسكري بين بلاده والولايات المتحدة.

وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، إن عون "أشاد بالتعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في مجالات التدريب والتسلح، متمنيا تطوير التعاون العسكري بين البلدين".

كما أشاد بالدعم الذي لقيه الجيش اللبناني من نظيره الأميركي خلال ما عُرف بـ"معركة فجر الجرود" ضد مسلحين تابعين لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الإرهابي، وفق المصدر ذاته.

وفي صيف 2017، خاض الجيش اللبناني معركة باسم 'فجر الجرود' ضد  تنظيم داعش وحرر المناطق الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا من سيطرة التنظيم المتطرف.