حزب الله يشوش على "التفاؤل" الأميركي بشأن النزاع البحري مع إسرائيل

الوسيط الأميركي متفائل بالتوصل إلى ترتيب نهائي لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها والرئيس اللبناني يأمل بإعادة انتعاش الوضع الاقتصادي بالبلاد.
بيروت

في وقت أبدى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تفاؤله بإحراز تقدم نحو اتفاق، معبرا عن تطلعه للعودة إلى المنطقة للتوصل إلى "ترتيب نهائي"، قال حزب الله اللبناني إنه يرصد منصة استخراج الغاز والنفط وسفنا أخرى في المنطقة البحرية المتنازع عليها.
وأدلى هوكشتاين الذي يتوسط في نزاع حدودي بحري بين لبنان وإسرائيل بتصريحاته المتفائلة بعد لقائه الإثنين بالرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الجمهوري في بعبدا.
وقال عون خلال كلمة ألقاها الإثنين شرق العاصمة بيروت بمناسبة الاحتفال بالعيد 77 للجيش اللبناني، إن "هدف مفاوضات ترسيم الحدود الأول والأخير الحفاظ على حقوق لبنان والوصول إلى خواتيم تصون حقوقنا وثرواتنا وتحقق فرصة لإعادة انتعاش الوضع الاقتصادي في البلاد"..
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة في البحر المتوسط غنية بالنفط والغاز، تبلغ مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا، وتعرف بالبلوك رقم 9.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بدأ الجانبان مفاوضات برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية بهدف الانتهاء من ملف ترسيم الحدود.
وزار هوكشتاين لبنان منتصف يونيو/ حزيران الماضي بعد توقف للمفاوضات استمر أكثر من عام.
وفي يوليو/ تموز المنقضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون، قدّم لهوكشتاين ردا على مقترح واشنطن الذي قدمّته قبل أشهر، بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ينص على "أحقية لبنان باسترجاع حقل قانا النفطي كاملا".

حزب الله ينشر مقطع فيديو يتضمن رسائل تحذيرية لإسرائيل

ويقضي المقترح اللبناني أيضا بإجراء "تعديل على الخط 23 الذي اقترحه الوسيط الأميركي قبل أشهر".
وعاد التوتر للتصاعد بعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية.
واستقدمت إسرائيل في حزيران/ يونيو الماضي سفينة يونانية بريطانية للتنقيب واستخراج الغاز من حقل كاريش الواقع على بعد 100 كيلومترا من السواحل الإسرائيلية.
وتقدّر جهات إسرائيلية احتياطيات الغاز في الحقل بـ1.3 تريليون قدم مكعب.
وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان الأحد، أن زيارة هوكشتاين تأتي في إطار التزام الإدارة الأميركية "بتسهيل المفاوضات"، معتبرة أن "التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن على حد سواء، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والدبلوماسية".
ودخلت جماعة حزب الله اللبناني على خط التوتر بإطلاق 3 طائرات مسيّرة غير مسلحة تجاه ‏المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل عند حقل كاريش للقيام بـ"مهام استطلاعية".
وتملص الرد اللبناني الرسمي من مسؤولية الدولة عن مسيّرات حزب الله.
بالتزامن مع زيارة هوكشتاين، نشر حزب الله مقطع فيديو مدته دقيقة و16 ثانية، قال إنه يرصد فيه المنصة وسفنا أخرى مرتبطة بقطاع النفط والغاز في تاريخين مختلفين.
ونقلت قناة المنار القريبة من حزب الله عن الإعلام الحربي رسالة تقول "الرسالة للعدو الإسرائيلي.. اللعب بالوقت غير مفيد، فماذا بعد؟".
وحذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله في خطاب 13 يوليو من اندلاع حرب في حال لم يحصل لبنان على الغاز، مشيرا إلى أن "الحزب قادر على منع إسرائيل من استخراجه".
وأطلقت إسرائيل تحذيرات مفادها أنه "في الحرب القادمة على لبنان، سيعاني حزب الله من ضربة لا يستطيع حتى تخيّلها".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس "لبنان وقادته يعرفون جيدا أنهم إذا اختاروا طريق المواجهة، فسوف يتعرضون للأذى ويحترقون بشدة، وإذا اختاروا طريق الاستقرار، فإنهم سيساعدون الشعب اللبناني".