حزب الله يناور بالحوار ويتجهز لإشهار ورقة التعطيل

الحزب اللبناني المدعوم من إيران والذي يهيمن وحلفاءه على الحياة السياسية ينفتح على اي مبادرة لحلحة أزمة الشغور الرئاسي في الوقت الذي لغم مسار الطريق إلى قصر بعبدا بالاشتراطات.

بيروت - جدد حزب الله اللبناني الجمعة دعوته المعارضة وكل القوى اللبنانية للحوار من أجل إنهاء أزمة الشغور الرئاسي، في خطوة أقرب للمناورة منها للدفع بحل ينهي الأزمة، بالحزب المدعوم من إيران وحلفاءه يمتلكون الأغلبية البرلمانية وسبق لهم أن أفشلوا جلسة انتخاب للرئيس حين دفعت المعارضة بالمرشح جهاد أزعور مقابل مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) سليمان فرنجية.

وبدا حزب الله كمن يناور بالحوار، بينما يجهز نفسه لإشهار ورقة التعطيل ما لم يكن أي مرشح يتوافق مع شروطه. ولغم الثنائي الشيعي مسار انتخاب الرئيس بالاشتراطات ومن بينها أن لا يكون حليفا للولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى المتدخلة في الأزمة اللبنانية.

كما تمسك بأن يكون داعما للمقاومة وسلاحها وهي عقدة مزمنة في الخلاف بينه وبين خصومه وسببا في تعطيل حل أزمة الشغور الرئاسي.

وكان الزعيم الدرزي الوزير والنائب الأسبق وليد جنبلاط قد اقترح طريقا ثالثا يقوم على الحوار مع حزب الله وعلى مرشحه سليمان فرنجية، مشيرا إلى إمكانية أن يعرض فريق المعارضة على الجماعة الشيعية استبدال مرشحها (فرنجية) بآخر.

لكن إلى حد الآن يتمسك الثنائي الشيعي بمرشحه ولا يرى بديلا آخر له. وقال في مناسبات سابقة إن موقفه واضح وأنه اختار مرشحه للرئاسة وعلى الفريق الآخر أن يتقدم بمرشح توافقي ويتم على أساس اقتراحه الحوار بشأنه.

واسقط حزب الله على مدار 12 جلسة برلمانية خصصت لانتخاب رئيس للجمهورية كل ترشيحات خصومه وانسحب من الجلسة المسائية الأخيرة ليخلق فراغا ق يتعلق بالنصاب القانوني ويعيد كل النقاشات إلى المربع الصفر.  

وقد أعلن علي دعموش نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله في خطبة اليوم الجمعة، أن الحزب ‏منفتح على أي مبادرة حوارية بناءة تؤدي إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي "الذي ‏هو مفتاح الحلول والخروج من الأزمات".

وتابع "حزب الله ‏يتعاون مع كل الحريصين على مصلحة البلد من أجل الوصول إلى تفاهمات داخلية تُخرج ‏لبنان من حالة الفراغ الرئاسي وتساعد على معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية".

وقال "انطلاقا من هذا تفاعلنا مع المبادرة الفرنسية التي يقودها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان ورحبنا ‏بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار ونتحاور مع التيار الوطني الحر ونعمل بجد من أجل الوصول إلى ‏تفاهمات مشتركة لأنّنا على قناعة بأنّ الحوار بين الأطراف السياسية أصبح أكثر من ‏ضرورة ولا خيار أمام اللبنانيين للوصول إلى اتفاق غير الحوار ومن يريد مقاطعته فليتحمّل ‏المسؤولية".‏

وخلص إلى أن "الحوار يمكن أن يوصل إلى نتيجة، أما الصراخ والتجني والتحريض المستمر فلا ‏يوصل سوى إلى المزيد من التوتير وبث الكراهية بين اللبنانيين ولن ينفع أصحابه في ‏شيء".‏

وتقول مصادر محلية وغربية أيضا أن مفتاح حل أزمة الشغور الرئاسي بيد حزب الله وحلفاءه وأنه يمكن الخروج من هذه المتاهة في حال تخلي الحزب الذي بات يهيمن على الحياة السياسية، عن اشتراطاتها.

وتأتي تصريحا المسؤول في حزب الله بينما من المقرر أن يصل المبعوث الفرنسي إلى بيروت يوم الاثنين المقبل في محاولة لحلحة الأزمة وكسر الجمود السياسي على وقع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لحوار الـ7 أيام واعتباره مفصليا ومصيريا لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي.

وعبر بري عن أمله في إنهاء أزمة الشغور الرئاسي في الشهر الحالي معتبرا أن الحوار الذي دعا له يشكل الفرصة الأخيرة للخروج من النفق وأن من يرفض ذلك أو يقاطع الحوار عليه أن يتحمل مسؤولية وتبعات خياراته.  

ولم يتضح برنامج لودريان ولا جدول أعماله خلال الزيارة المرتقبة لكنه كان قد اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول (سبتمبر) للتوصّل إلى توافق يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالي عام.

ويسعى وزير الخارجية الفرنسي السابق لاستثمار مبادرة بري ودفع المسار لجلسات انتخاب مفتوحة، لكن رئيس مجلس النواب الذي بدا متحمسا لم يدعو بعد للحوار، إلا أن مصادر ترجح ان يفعل ذلك قبل وصول لودريان.

ولبنان بلا رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولا يبدو في الأفق نهاية قريبة لأزمة الشغور الرئاسي.