حزب ماي يترقب خسارة أصوات أنصار بريكست في الانتخابات المحلية

الانتخابات ترمي إلى تجديد حوالى تسعة آلاف مقعد في أكثر من 250 مجلسا محليا في بريطانيا ويعود أغلبها إلى حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
استطلاعات الرأي تكشف خسارة حزب ماي لأكثر من 800 مقعد
مؤيدو بريكست يعتبرون أنهم تعرضوا للخيانة من حزب المحافظين

لندن - تتخوف الحكومة البريطانية المحافظة بعد تأجيل بريكست من هزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية التي تجري الخميس بما في ذلك في معقل رئيسة الوزراء تيريزا ماي قرب لندن.

ويجري هذا الاقتراع بعد أكثر من شهر من الموعد الذي كان يفترض فيه لبريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس.

لكن بسبب عدم التوصل إلى اتفاق في البرلمان البريطاني اضطرت تيريزا ماي إلى أن تطلب مرتين تأجيل بريكست الذي بات مقررا في 31 تشرين الأول/أكتوبر على أبعد تقدير.

وهذه النتيجة الكارثية لصورة ماي قد تكلفها غاليا في صناديق الاقتراع. وكتبت صحيفة ذي إندبندنت، "يجب توقع معاقبة الناخبين لحزب تيريزا ماي المحافظ (...) لعجزها عن تطبيق بريكست ضمن المهل المحددة".

وقال الناخب مايك تشامبرلاين (72 عاما) وهو مهندس متقاعد في دائرة ماي "صوتت دائما للمحافظين لكن هذا الأمر انتهى".

وأضاف "لقد تعرضنا جميعا للخيانة في بريكست. صوتنا للخروج من الاتحاد الأوروبي ويفعلون كل شيء باستثناء ذلك".

وقالت مجلة ذي سباكتايتور المحافظة إن المحافظين أطلقوا حملتهم في الأيام الأخيرة بحماسة ضئيلة معتبرة أن حزب ماي يعطي هنا "دروسا في فن خسارة إنتخابات محلية".

ويأتي الاقتراع غداة إقالة وزير الدفاع غافن ويليامسون بسبب تورطه في تسريبات تتعلق بالقرار البريطاني السماح لشركة هواوي الصينية بالمشاركة في تطوير شبكات الجيل الخامس (5 جي) للاتصالات في البلاد، ما أعطى مجددا انطباعا عن وجود حكومة مشتتة.

هذه الانتخابات التي لا تحظى بشعبية كبيرة وغالبا ما تكون نسبة المشاركة فيها ضعيفة، ترمي إلى تجديد حوالى تسعة آلاف مقعد في أكثر من 250 مجلسا محليا في بريطانيا وخصوصا في مناطق ريفية إضافة إلى إيرلندا الشمالية.

وتعود حوالى 60 بالمئة من هذه المقاعد في بريطانيا إلى الحزب المحافظ مقابل 25 بالمئة للحزب العمالي بزعامة جيريمي كوربن حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا.

وبحسب روبرت هيورد العضو المحافظ في مجلس اللوردات والمتخصص في استطلاعات الرأي قد يخسر حزب ماي أكثر من 800 مقعد.

لكن خبيرا آخر هو البروفسور جون كورتيس من جامعة ستراثكلايد لم يستبعد أن يحد المحافظون من خسائرهم موضحا أنه ليس أمام الناخبين المؤيدين لبريكست والساخطين من خيارات تيريزا ماي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي سوى مقاطعة الاقتراع.

والسبب أنهم لا يستطيعون التصويت للحزب الجديد لبريكست بزعامة نايجل فراج الغائب عن الاقتراع في حين أن حزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب) المعادي لأوروبا ليس حاضرا بقوة.

وقالت لين جونز زعيمة المعارضة في مجلس ويندسور وميدنهيد المحلي والتي شاركت في تأسيس حزب "بورو فيرست" المحلي "هناك غضب كبير من السياسة التقليدية".

وأضافت "نسمع أشخاصا يقولون إنهم لن يصوتوا بعد اليوم وما عادوا يثقون بالسياسة، أو أنهم لن يصوتوا بعد اليوم للأحزاب التي كانوا يصوتون لها أكان الحزب المحافظ أو العمالي".

وقد يشارك البريطانيون في اقتراع آخر في 23 أيار/مايو يتمثل في الانتخابات الأوروبية في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول بريكست في البرلمان بحلول هذا التاريخ.