حزمة استثمارات قطرية تُرطب الأجواء بين الدوحة والقاهرة

الرئيس المصري يختتم زيارة للدوحة بالاتفاق مع الجانب القطري على حزمة استثمارات قطرية بـ7.5 مليارات دولار.

الدوحة - أعلنت قطر ومصر في بيان مشترك الإثنين أنهما ستعملان نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة تصل إلى 7.5 مليار دولار عقب زيارة رسمية قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الدوحة.

وجاء في البيان المشترك الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن "الجانبين أكدا التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليارات دولار، تنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين".

وجرت في العاصمة القطرية مباحثات بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته التي دامت يومين بين 13 و14 أبريل/نيسان.

وتعكس الاستثمارات القطرية المعلنة "أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين"، من خلال "استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين"، وفق البيان ذاته.

وتُعتبر الدولة الخليجية الغنية بالغاز، من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.

وتتخذ مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، خطوات مبدئية للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، لكنها تظل مثقلة بديون خارجية تضاعفت أربع مرات منذ العام 2015. كما ساهمت الحرب في غزة في تفاقم الصعوبات الاقتصادية في مصر.

وخلال اللقاء القطري المصري في الدوحة، شدد الطرفان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها "قضية العرب الأولى"، مؤكدين "موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة".

وأكدا "أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين".

وقال الشيخ تميم عبر منصة إكس "سنواصل جهودنا المشتركة في دعم الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين المحتلة تطلعاً إلى إرساء الأمن والسلام المستدام".

وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس التي أفضت إلى هدنة هشة في غزة دخلت حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، لكنها لم تصمد سوى شهرين، بعدما استأنفت إسرائيل ضرباتها على القطاع في 18 مارس/آذار. وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل.

وجدد الجانبان خلال اللقاء "دعمهما الكامل" لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، معربين عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين "لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع" وفق البيان المشترك.

ومن المقرر أن تستضيف مصر محادثات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة حيث يستمر القصف الإسرائيلي، فيما تأمل حماس في إحراز "تقدم حقيقي" خلال هذه المفاوضات المرتقبة.