حسابات إيران النووية أكثر خطورة بعد التصعيد مع اسرائيل

التقييمات الاستخباراتية الأميركية مرتاحة إلى استنتاج أن طهران تستخدم برنامجها النووي لبناء نفوذها التفاوضي، ليصبح هذا البرنامج أداة من أدوات الدبلوماسية الإيرانية.

طهران - أثارت التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل مخاوف من امتدادها، حيث تسعى طهران إلى الانتقام لقتلاها مستغلة القلق الدولي من الملف النووي، في حين تحتاج إسرائيل إلى استعادة قوة الردع التي تضررت بشدة بسبب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وعندما أطلقت طهران برنامجها قبل نحو أربعة عقود للصواريخ الباليستية، وتنامت طموحاتها النووية، كان الهدف الأول حينها، مواجهة العراق، وبعدها إبراز نفسها كدولة قوية أمام الولايات المتحدة، لتتغير الآن وتصبح موجهة لـ"كراهية إسرائيل" بحسب تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

وشنت إيران ليل منتصف أبريل هجوما على إسرائيل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ ردا على ضربة دمرت مبنى قنصليتها في دمشق وأودت بسبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في الأول من أبريل/نيسان. واتهمت طهران إسرائيل بشن الضربة.

والجمعة سمع دوي انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية، فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران قللت من شأن الواقعة. وبينما يزداد التصعيد بين الخصمين التاريخيين، فإن إدارة بايدن ليست وحدها التي تخشى اندلاع حريق إقليمي.

خبراء يحذرون من عدم التقليل من حاجة خامنئي إلى تحقيق "إرث مجيد"، وهو ما قد يدفعه للتفكير بشكل جديد "ما إذا كان من الأفضل اختبار السلاح النووي أم لا؟".

ولوح القيادي بالحرس الثوري الإيراني أحمد حق طالب، بالقول إن إيران قد تراجع "عقيدتها النووية".

ونقلت وكالة تسنيم عن قائد هيئة حماية المنشآت النووية القول إن، تهديدات إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية تجعل من الممكن "مراجعة عقيدتنا وسياساتنا النووية والتحول عن اعتباراتنا السابقة".

وفي ظل التهديد الإسرائيلي بالرد رغم الدعوات الدولية للتهدئة، شدد حق طالب على أنه "تم تحديد المراكز النووية للعدو الصهيوني"، مؤكدا أن "يدنا على الزناد لإطلاق الصواريخ القوية لإبادة الأهداف المحددة" في حال استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية.

ولفت تحليل في صحيفة وول ستريت جورنال أعده رويل مارك غيرشت، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وراي تاكيه باحث في مجلس العلاقات الخارجية، أن التقييمات الاستخباراتية الأميركية مرتاحة إلى استنتاج أن "إيران تستخدم برنامجها النووي لبناء نفوذها التفاوضي، والاستجابة للضغوط الدولية"، ليصبح هذا البرنامج أداة من أدوات الدبلوماسية الإيرانية.

وهناك تسع دول فقط حول العالم تمتلك أسلحة نووية وهي "روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والصين، وبريطانيا، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية".

ويرجح خبراء امتلاك إسرائيل أسلحة ذرية، علما بأنها لم تنف أو تؤكد هذا الأمر. في المقابل، تتهم إسرائيل ودول غربية إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران على الدوام وتؤكد سلمية برنامجها النووي.

وبلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 5.5 طن في فبراير/شباط، وفقا لأحدث تقرير ربع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي تفتش منشآت التخصيب الإيرانية.

وتقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، ولديها كمية من المواد المخصبة إلى هذا المستوى تكفي، في حالة تخصيبها بدرجة أكبر، لصنع "سلاحين نوويين"، وفقا للتعريف النظري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبغض النظر عن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، فهناك سؤال حول المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج الجزء الباقي من قنبلة نووية، وربما تصغيرها بما يكفي لوضعها ضمن منظومة إطلاق مثل الصواريخ الباليستية إذا أرادت ذلك. ويصعب تقدير ذلك لأنه من غير الواضح مدى المعرفة التي تمتلكها إيران، بحسب وكالة رويترز.

وتعتقد أجهزة المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت تمتلك برنامج أسلحة نووية منسقا أوقفته عام 2003. وخلصت الوكالة في تقريرها عام 2015 إلى أن إيران عملت على تطوير قطاعات من برنامج للتسليح النووي واستمر بعض العمل حتى أواخر عام 2009.

وتنفي طهران امتلاك برنامج أسلحة نووية على الرغم من أن الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي قال إنه إذا أرادت طهران ذلك "فلن يكون بوسع زعماء العالم منعنا".

وتختلف تقديرات المدة التي ستحتاجها إيران للحصول على سلاح نووي بين أشهر وعام تقريبا.

ويشير التحليل إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول صدمت الولايات المتحدة وإسرائيل بـ"هجمات حماس، والهجمات الإيرانية المباشرة على إسرائيل لأول مرة منذ 45 عاما من العداء بين الطرفين، وربما قد تكون المفاجأة التالية بحدوث "هزة زلزالية غير مبررة في إحدى صحارى إيران".

ويحذر التحليل الغرب من عدم التقليل من حاجة خامنئي إلى تحقيق "إرث مجيد"، وهو ما قد يدفعه للتفكير بشكل جديد "ما إذا كان من الأفضل اختبار السلاح النووي أم لا؟".

وفي مارس/ آذار 2023 شهد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة حينها الجنرال، مارك ميلي، أمام الكونغرس بأن حصول إيران على سلاح نووي سيستغرق عدة أشهر رغم أنه لم يذكر ما يستند إليه هذا التقييم.