حسام زكي يرفع اللبس عن موقف الجامعة العربية من حزب الله

تحفظات واعتراضات عديدة من الجامعة العربية على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله داخلياً وإقليمياً.

القاهرة – تراجع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي عن تصريحه الذي قال فيه أن "الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية"، قائلا أنها "فُسرت في غير سياقها الصحيح"، مضيفا أن "هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله، ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً ايضاً".

وأوضح في تصريح صحفي أن "قرارات الجامعة العربية ذات الصلة وأهمها القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب الذي ينص في إحدى فقراته على الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية بما في ذلك إلى أي ميليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية، وهو قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء".

وكان زكي أعلن يوم السبت عقب زيارته إلى بيروت، أن "الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية". وأضاف أن "القرارات السابقة للجامعة تضمنت وصف حزب الله بالإرهابي، مما أدى إلى قطع التواصل معه". كما أشار إلى "توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، مما أتاح إمكانية التواصل مع الحزب"، لافتا إلى أن "جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأن جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات كمنظمات إرهابية".

وصنفت جامعة الدول العربية في مارس/آذار 2016 حزب الله منظمة إرهابية، وطالبته بـ"التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي". في خطوة تحفظ عليها لبنان والعراق.

وقال محمد بن مبارك سيار، وكيل وزارة الخارجية البحرينية، الذي كانت تترأس بلاده دورة الجامعة العربية في ذلك الوقت "يوجد عندنا قرار صادر من مجلس الجامعة يتضمن تسمية حزب الله إرهابي... مع تحفظ لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر".

وفي حديث خاص لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، قال زكي إن الوصف جاء "في إطار قرار بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، مضيفاً أن ذلك حدث "بدون أن يكون هناك قرار أو تصنيف أو قائمة منظمات إرهابية".

وأضاف أنه "حينما كان يشار في القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية إلى حزب الله، كان يُقرن حزب الله بمسمى الإرهابي"، مضيفاً أن ذلك كان "سائداً" منذ عام 2016 وحتى عام 2023.

وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية أنه خلال القمة العربية الثانية والثلاثين التي عقدت في السعودية في عام 2023 والتي عرفت بقمة جدة، "حدثت تغييرات في قرار إيران عقب الاتفاق السعودي الإيراني، وبالتالي جرى عدد من التعديلات، من بينها عدم الإشارة إلى حزب الله بالإرهابي".

وأشار السفير حسام زكي إلى أن "القرار الخاص بإيران لم يعد قائماً بعد حل اللجنة، نتيجة تطورات إقليمية عديدة" وذلك في قمة البحرين التي عقدت في مايو/أيار الماضي.

بدوره، أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأمانة العامة "تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات". وأضاف أن التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان موفداً شخصياً لي للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية.

وجاءت الخطوة العربية في ضوء التطورات الإقليمية والمخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ تسعة أشهر لتشمل لبنان.