حشد غاضب يهاجم خفر السواحل الإيراني لقتلهم مواطنا بالرصاص

حادثة مقتل شخص يعتقد انه مهرب على يد القوات الإيرانية تأتي بعد نحو أسبوعين من مقتل 23 شخصا في أحداث مماثلة، مما أشعل احتجاجات توسعت إلى عدة مناطق جنوب شرق إيران.

طهران - هاجم محتجون غاضبون غاصبون مركزا لخفر السواحل جنوب إيران بعد مقتل شخص اشتبه في كونه مهرب وقود برصاص دورية أمنية تابعة للمركز، وفق ما أفادت به وكالة 'فارس' شبه الرسمية للأنباء.

وقالت الوكالة السبت إن عددا من أفراد خفر السواحل في جنوب إيران أصيبوا عندما هاجم موقعهم حشد أغضبه مقتل شخص يُعتقد أنه مهرب وقود إثر إطلاق النار عليه.

وذكرت أن الرجل قُتل أمس الجمعة في اشتباكات مع خفر السواحل الذي كان يتعقب المهربين في مياه الخليج بمنطقة سيريك.

ونقلت الوكالة عن حسين دهاقي قائد خفر السواحل في إقليم هرمزجان في جنوب إيران قوله إن حشدا هاجم موقعا لخفر السواحل في منطقة كوهستاك في وقت لاحق وأصاب عددا من أفراده.

ووقع الحادث بعد نحو أسبوعين من مقتل ما لا يقل عن شخصين يحملان وقودا عبر الحدود الإيرانية مع باكستان، مما أشعل احتجاجات امتدت من مدينة سارافان الحدودية إلى مناطق أخرى في إقليم سيستان وبلوخستان في جنوب شرق البلاد.

وتقول الأمم المتحدة إن أفراد الحرس الثوري وقوات الأمن الإيرانية ربما قتلوا ما يصل إلى 23 شخصا خلال الاحتجاجات.

وفي إيران أحد أرخص أسعار الوقود في العالم وتكافح البلاد تهريبه إلى الدول المجاورة، يئن الإيرانيون تحت وطأة القمع فضلا عن معاناتهم بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي فاقمت نسبة الفقراء والجياع في إيران.

وبحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، قُتل عشرة أشخاص على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار في 22 فبراير/شباط على ناقلات وقود قرب مدينة سراوان في محافظة سيستان-بلوشيستان، ما أثار تظاهرات أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحيّ.

إلا أن معلومات قليلة تسرّبت عن الأحداث بسبب قطع السلطات بشكل شبه كامل خدمة الانترنت على مدى أيام اعتباراً من 22 فبراير/شباط في هذه المحافظة، وهي من بين تلك الأكثر حرماناً في البلاد ويعيش فيها أفراد أقلية البلوش ذات الغالبية السنية، في بلد معظم سكانه شيعة.

ووفق معلومات جمعتها منظمة العفو الدولية من ناشطين بلوش، قُتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم شاب عمره 17 عاماً، في 22 فبراير/شباط عندما "استخدم الحرس الثوري الإيراني بشكل غير قانوني القوة المفرطة ضد ناقلي وقود غير مسلحين بالقرب من مدينة سراوان".

وقالت الباحثة في منظمة العفو الدولية راها بحريني لوكالة فرانس برس إن هذه الحصيلة "تقدير منخفض" وقد وثّقها الناشطون البلوش بعد تأكيد أسماء الضحايا.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، اندلعت احتجاجات غاضبة وغير مسبوقة في إيران بسبب ارتفاع أسعار الوقود، قمعتها السلطات بعنف، حيث قتل القوات الأمينة مئات محتج واعتقلت المئات.

وقالت منظمة حقوق الإنسان، إن "قوات الأمن قتلت مئات المتظاهرين في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وتفعل ذلك من جديد اليوم".