حفتر يقدم ملامح مرحلة ما بعد معركة طرابلس

قائد الجيش الوطني الليبي يرى أن الحلول السياسية وإجراء الانتخابات عملية صعبة في ظل سيطرة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين والمليشيات على طرابلس.
قائد الجيش الليبي يدعو الليبيين إلى عدم تصديق إشاعات التراجع عن استعادة العاصمة

طرابلس - أكد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر مواصلة العملية العسكرية التي يشنها للسيطرة على طرابلس، مشيرا إلى أنها لن تتوقف قبل أن تنجز أهدافها كافة.

وقال حفتر في مقابلة أجراها مع صحيفتي "المرصد" و"العنوان" الليبيتين نشرت في وقت متأخر الأربعاء، بعدم إيقاف "العملية العسكرية" للسيطرة على طرابلس، معتبرا أن المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية.

ويأتي تصريح قائد الجيش الوطني الليبي الذي يسعى لاستعادة العاصمة طرابلس من الميليشيات والإرهابيين، بمثابة الرفض للمبادرة السياسية التي طرحها فائز السراج رئيس حكومة الوفاق بداية الأسبوع الجاري لحل الأزمة في البلاد.

واعتبر المشير حفتر مبادرة السراج أنها "مفتقدة الجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة". وقال "هي أيضاً ليست للسراج هي عبارة عن صدى لكلام (مبعوث الأمم المتحدة) غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة وتحمل بنوداً صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذرياً، ولذا فهي غير ذات قيمة ".

واتهم حفتر السراج بأن القرار ليس ملكه، قائلاً "لا أعتقد لديه ما يقول، فهذا الرجل (السراج) مرتبك وقراره ليس في يده، لقد عرفته جيداً منذ سنوات ودائما ما يشعرك دون أن يدري بأن هناك جهة ما مرعوب منها بشدة وبدرجة لا توصف".

وتقدم فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الأحد الماضي، بمبادرة سياسية ترتكز على تشكيل "ملتقى وطني" يدعو لإجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الجاري بإشراف الأمم المتحدة.

لكنه سرعان ما عبر عن رفضه إجراء محادثات مع حفتر مباشرة بعد إعلان المبادرة، ما جعلها تبدو غير جدية وتتناقض مع دعوته للحوار كما تفتقد إلى خارطة طريق واضحة يمكن الاعتماد عليها لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وأكد المشير حفتر، عدم معارضته "الحلول السياسية ولا ضد العملية الديمقراطية ولا ضد الانتخابات"، لكن شدد على صعوبتها في "ظل سيطرة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين والمليشيات وعصابات الجريمة والتهريب ودواعش المال العام".

ويرجح تقدم قوات الجيش الوطني الليبي الميداني الذي أحرزه في ضواحي طرابلس، الكفة للمشير حفتر، وهو ما يفسر تصميمه على مواصلة العملية العسكرية حتى النهاية في ظل بحث حكومة الوفاق عن فرصة للخروج من مأزق مراهنتها على إشراك الميليشيات والمتطرفين في القتال ضد الجيش.

يذكر أن ميليشيات عديدة تتلقى دعما عسكريا من أطراف خارجية تقاتل إلى جانب حكومة السراج لصد الهجوم الذي تشنه قوات حفتر منذ الرابع من نيسان/أبريل للسيطرة على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق.

الميليشيات ورطت حكومة السراج وتسببت في مأساة لليبيين
الميليشيات ورطت حكومة السراج وتسببت في مأساة الليبيين

وبخصوص ملامح ما بعد طرابلس، أكد عزمه الدخول في"مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة من حيث المدة والصلاحيات"، إلى جانب تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تجهز للمرحلة الدائمة، دون تقديم تفاصيل عن الأطراف التي ستشارك فيها.

وبشأن مهام حكومة الوحدة الوطنية، أجاب "ستجهز للانتخابات وعودة المسار الديمقراطي بالعمل على مشروع قانون انتخابات جديد خالٍ من العيوب السابقة، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة دستور جديد ووضع قانون للاستفتاء، وكذلك إعادة التوازن لقطاع النفط وعوائده".

ويشتكي البرلمان الليبي المنعقد في طبرق (شرق) الذي يدعم قوات حفتر، إضافة إلى التهميش المتعمد لشرق البلاد، من عدم "التوزيع العادل لإيرادات النفط" من قبل حكومة الوفاق والبنك المركزي اللذين تذهب إليهما الإيرادات في طرابلس.

وبشأن الموقف العسكري الحالي في طرابلس، أوضح حفتر أن "الوضع ممتاز"، ودعا الليبيين إلى "عدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة (...)، لن تتوقف العملية العسكرية قبل إنجاز كافة أهدافها".

وأضاف "بعد انتهاء المهمة العسكرية سيكون المناخ للعمل والحديث السياسي أمراً أكثر جدوى من السابق وأمامه فرص نجاح أكبر، لتوافر الظروف التي ستسمح بإنجاحه بخلاف السنوات الثماني الماضية، وذلك لزوال عوامل فشل هذا المسار".

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في سقوط 691 قتيلاً وإصابة 4012 شخصا بجروح، فيما وصل عدد النازحين الفارين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.