حفتر يمنح 'فرصة أخيرة' لإنهاء الجمود السياسي

قائد الجيش الوطني الليبي يدعو لرسم خارطة طريق وإجراء الانتخابات بهدف الخروج من الأزمة السياسية بعد أن حذر مرارا من انه سيلجا الى استعمال القوة لفرض الاستقرار.
حفتر يفسح المجال امام الحلول السياسية برعاية اممية
خليفة حفتر يفرض ضغوطا على القادة السياسيين للتوصل الى توافقات
باشاغا يدعو لتسريع الوصول لقاعدة دستورية تنظم الانتخابات

طرابلس - أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر اليوم السبت عن "فرصة أخيرة" لرسم خارطة طريق وإجراء الانتخابات من اجل الخروج من حالة الجمود السياسي بعد ان حذر مرات عديدة من أنه لن يسمح باستمرار الانقسام حتى لو لجا إلى القوة المسلحة.
وطالب حفتر في خطاب نشرته قناة ليبيا الحدث جميع الأطراف المعنية باحترام السيادة الليبية وعدم إهانة الليبيين أولا وأخيرا فيما يبدو انه موقفه ياتي لفسح المجال امام الحلول السياسية برعاية أممية يقودها المبعوث الاممي عبدالله باتيلي وبضغوط غربية وعربية.

ويعتقد الكثيرون في ليبيا أن قادتهم السياسيين غير راغبين في إيجاد مخرج من المأزق السياسي المستمر لأن الانتخابات قد تبعدهم جميعا عن السلطة.

ويبدو ان حفتر يهدف من خلال كلمته التي توجه بها الى الليبيين في بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلاد ومقر قواته، في الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال للضغط على القوى السياسية لتحقيق توافق.
وشن حفتر حربا على فصائل في الغرب بعد انقسام البلاد في 2014 ، بما في ذلك هجوم استمر 14 شهرا للسيطرة على طرابلس والذي صدته القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.
وفي الفترة الماضية هدد حفتر خلال لقائه بشيوخ العشائر في الجنوب الليبي بشن عملية عسكرية لإعادة الاستقرار الى ليبيا بهدف إنهاء الصراع بين حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب وانقاذ الشعب والدولة.
ودائما ما ينفي الجيش الوطني الليبي ان يكون جزءا من الصراع بين الدبيبة وباشاغا بعد ان تحدثت مصادر ان حفتر عقد اتفاقا ضمنيا لدعم الدبيبة ما أدى إلى فتح منشآت النفط قبل اشهر.
وياتي موقف حفتر الأخير بعد اعلان المجلس الرئاسي عن مبادرة لانهاء الخلافات بين مجلسي الاعلى للدولة والنواب عقب إصدار الأخير قانون إنشاء محكمة دستورية في بنغازي شرق البلاد.
وأكد المبعوث الأممي أن مبادرة المجلس الرئاسي "تهيّئ لحوار دستوري كأولوية لإنهاء المراحل الانتقالية" فيما يرى مراقبون ان موقف حفتر تاتي لتهدئة التوتر من اجل فسح المجال مجددا امام الخيارات السلمية.
وشن الجيش الوطني الليبي في 2019 حربا على ميليشيات حكومة الوفاق الوطني لاستعادة العاصمة طرابلس انتهت بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار في 2020 تمهيدا لايجاد حلول سياسية ودستورية للازمة.
وفي خضم هذه التطورات دعت حكومة باشاغا السبت، مجلسي "النواب" و"الأعلى للدولة"، إلى تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية تجري عبرها الانتخابات لحل أزمة البلاد.

وقال باشاغا في بيان نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك" وحسابه على "تويتر"، بمناسبة الذكرى الـ 71 لاستقلال ليبيا إنه يدعو مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى "تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحدة تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرجاع السيادة الوطنية".
وطالب كافة الليبيين بـ"إعلاء المصلحة الوطنية وتجاوز الخلافات والانطلاق نحو المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة المدنية الحديثة".
والجمعة، دعا باتيلي، في بيان، قادة البلاد إلى وضع نهاية للمراحل الانتقالية، والتحضير للانتخابات واحترام حق الليبيين في السعي نحو مستقبل أفضل.
وبسبب خلافات بين مؤسسات الدولة لا سيما بشأن قانوني الانتخاب، تعثر في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، إجراء انتخابات كانت مقررة خلال ملتقى الحوار السياسي بين أطراف النزاع المنعقد أول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في تونس برعاية أممية قبل أن يستكمل في جنيف.
ويجري مجلسا النواب والدولة منذ أشهر مفاوضات عبر لجنة المسار الدستوري المشتركة بينهما والمشكلة وفق مبادرة أممية للتوافق على قاعدة دستورية تجرى عبرها انتخابات ليبية تحل الأزمة في البلاد لكن الخلافات احتدمت ما هدد المسار السياسي.