حفتر يوافق على إعلان القاهرة والسراج يؤجج الحرب في سرت

حكومة الوفاق تعلن تزامنا مع مبادرة القاهرة لوقف النار في ليبيا إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت شرق طرابلس، بما يحول دون مساعي إرساء السلام في ليبيا.
السراج يرد على مبادرة السلام المصرية بأمر قواته 'الهجوم والضرب بقوة'

طرابلس - أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج السبت تزامنا مع ترحيب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بمبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس.

يأتي تصعيد حكومة الوفاق بعد سويعات قبول حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح خلال تواجدهما بالقاهرة هدنة اقترحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنهاء الأزمة الليبية وطرد التواجد التركي وفصائله المتشددة ونزع سلاح الميليشيات المسلحة الموالية للسراج وإرساء السلام في ليبيا.

وقال العقيد محمد قنونو المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي، "صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت، حيث نفذ سلاح الجو 5 ضربات جوية في محيطها، استهدفت آليات مسلحة لقوات حفتر".

وأضاف قنونو،"لن نتراجع عن إعادة بسط سيطرة الدولة على المدينة".

وسيطرت قوات المشير حفتر على سرت في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد دحر ميلشيات حكومة الوفاق الوطني منها.

وفي ما يتعلق بالتطورات في غرب ليبيا، عزت قوات حفتر انسحابها من عدد من المواقع القريبة من العاصمة على أنه جاء نتيجة لتراجع تكتيكي واستجابة للدعوات الدولية لخفض التوتر والتفرغ لمواجهة فيروس كورنا واستئناف المفاوضات السلمية.

وأوضح اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحافي من بنغازي (شرق) ليبيا ليلة الجمعة، "بناء على دعوات دولية ومن الأمم المتحدة بضرورة وقف إطلاق النار واستئناف اجتماعات 5+5، طلب منا الرجوع مسافة 60 كم من حول العاصمة، ضماناً لعدم قصف أي أهداف داخلها وإبعاد المعركة عنها".

وأضاف "لضمان نجاح الخطوة طلبنا من الدول الصديقة ضمانا للاتفاق يلزم الطرف الآخر والغزاة الأتراك بالتقيد وعدم الاعتداء على قواتنا، إلا أننا نفاجأ بالطائرات التركية والمدفعية الثقيلة تستهدفنا".

ومضى قائلا "استمر الهجوم بقوة وتراجعنا إلى مشارف ترهونة مع استمرار غارات الطيران المسير، وبعد تقدير الموقف قررنا عدم تعريض ترهونة لهجمات الطيران، وصدرت الأوامر بالتراجع إلى منطقة آمنة".

ولم يذكر المنطقة التي تراجعت إليها القوات، لكن مصادر محلية تحدثت عن إعادة تمركزها في قاعدة "الجفرة" الجوية الواقعة على مسافة 650 كلم جنوب شرق طرابلس.

ورحّبت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بقبول طرفَي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر.

وتضم اللجنة 5 أعضاء من قوات المشير حفتر و5 أعضاء من قوات حكومة الوفاق وقد أقرّت ضمن حوار جنيف في فبراير/شباط بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم.

والمسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، بجانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجّب اتّباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحلّ الأزمة، إلا أنّ اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات.

وأشار المتحدث باسم قوات حفتر إلى أنهم يتلقون الاتصالات من الدول الكبرى والصديقة لضبط النفس وعداً منها بحلول سريعة لوقف إطلاق النار، وحلول في الملف السياسي والاقتصادي والأمني، وفقا لوصفه.

وختم قائلا "ما حدث لا يعني ترك المعركة والسماح باحتلال تركيا لبلادنا، الآن نحن في حالة تموضع قواتنا وتجهيزها استعداداً لأي عملية القادمة".

واستعادت قوات حكومة الوفاق خلال اليومين الماضيين السيطرة على العاصمة بالكامل، وسيطرت على مدينة ترهونة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، المعقل الأخير لقوات حفتر في غرب البلاد.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني نهاية مارس/آذار الماضي عمليّة "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركيّة بدون طيّار وآلاف المسلحين السوريين الذين أرسلتهم أنقرة، نجحت في استعادة السيطرة على كامل مدن غرب طرابلس، وقاعدة "الوطية" الجوّية الإستراتيجية على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس.

وأجج التدخل العسكري التركي الصراع بين الفرقاء الليبيين، مقوضا المساعي الدولية والإقليمية لإرساء الأمن والسلام في ليبيا، فيما تسعى تركيا لتوسيع نفوذها شمال إفريقيا وتثبيت حكم الإخوان في أكثر من منطقة عربية.