حكم تونسي خدعه مارادونا بـ'يد الله' يثني على عبقرية الأسطورة

علي بن ناصر يتذكر كل حركة قام بها الارجنتيني الراحل في مباراة شهدت تسجيله بيده في ربع نهائي مونديال مكسيكو ضد انكلترا، مؤكدا رغم تعرضه لانتقادات عنصرية لعدم الغائه الهدف 'فخره' بمواكبة هدف اللاعب الثاني 'الأجمل' في تاريخ المسابقة.

تونس - يتذكّر الحكم التونسي علي بن ناصر كل حركة قام بها "العبقري" الارجنتيني الراحل دييغو مارادونا في مباراة بلاده مع انكلترا في ربع نهائي مونديال مكسيكو 1986 التي اشرف عليها وشهدت تسجيله هدفا تاريخيا بيده، ساهم بفوز بلاده إلى هدف ثان "تحفة" الاجمل في تاريخ كأس العالم.

بعد لعبة مشتركة بين مارادونا وخورخي فالدانو، رفع الاخير الكرة داخل المنطقة الى الاول الذي كسر مصيدة التسلل، فانتبه اللاعب القصير القامة الى خروج الحارس بيتر شيلتون لالتقاطها فمد يده الى الكرة ولكزها داخل المرمى معلنا الهدف الاول (51).

واحتج الانكليز بشدة على الهدف لكن بن ناصر لم يتراجع عن قراره واكد شرعيته.

قال بن ناصر الذي اصبح اول حكم تونسي يدير مباراة على هذا المستوى "لم أشاهد لمسة اليد، لكن شككت بذلك".

تابع "بمقدوركم رؤية المشاهد، تراجعت لاخذ رأي مساعدي، البلغاري دوتشيف، وعندما أكد على الهدف احتسبته".

تعرض بن ناصر لانتقادات عنصرية انذاك بعد احتساب الهدف، لكن اتخذ قراره "مطبقا كل تعليمات الاتحاد الدولي".

اضاف "كنت قد أدرت مباراة بين الاتحاد السوفياتي والصين عام 1985. كنت رجل المهمات الصعبة بالنسبة لفيفا وجاهزا لهذا النوع من المباريات".

وساعد بن ناصر في المباراة حكام من دول "محايدة"، فإلى دوتشيف الذي توفي عام 2017 تواجد حكمان من كوستاريكا ومالي.

يردف بن ناصر (76 عاما) الذي استمر في عالم التحكيم الاحترافي حتى عام 1991 "أعطانا فيفا تعليمات واضحة بانه حتى لو كنا الافضل في بلداننا، يتعين اخذ نصيحة الزميل المتمركز في الموقع الأفضل".

واعترف مارادونا بعد المباراة بأنه استعمل يده للتسجيل معتبرا انها "يد الله" بحسب قوله.

تابع بن ناصر "اعطاني فيفا علامة 9.4 (على 10) في هذه المباراة، وقمت بما يجب، لكن حصل لغط، قال دوتشيف لاحقا انه شاهد ذراعين، ولم يكن يعرف اذا كانتا لشيلتون أو مارادونا".

لكن "الفخر" الاكبر لبن ناصر كان مواكبته المشوار الاسطوري خلال الهدف الثاني.

ركلة جزاء؟

ولم تكن انكلترا تكاد تهضم الهدف الاول حتى تلقت صدمة ثانية كانت واقعية هذه المرة من هجمة قادها مارادونا من 65 مترا حيث تخلص من اربعة لاعبين في وسط الملعب: بيتر ريد وبيردزلي وغلن هودل وتيري فنويك وانطلق كالسهم باتجاه مرمى الانكليز وراوغ في طريقه اليها تريفور ستيفن قبل ان ينفرد بشيلتون الذي حاول الارتماء على الكرة، لكن مارادونا لكزها ببراعة بعد تمويه جسدي واودعها داخل الشباك.

واستحق مارادونا هذه المرة رفع يديه عاليا فرحا بإنجازه وبالهدف الذي سجله، خلافا لهدفه الاول غير الصحيح.

يعلّق بن ناصر "في كل مرة كان ينهض، وكنت خلفه".

تابع "كنت مستعدا لاحتساب ركلة جزاء بحال اي حركة خطيرة ضد مارادونا. اعتقدت انه بعد خمسين مترا سيسقطونه، لكن الكرة سكنت شباك شيلتون".

أردف "أنا فخور للمشاركة في هذه التحفة، ومارادونا تذكر جيدا عندما زارني عام 2015" في اطار حملة دعائية.

أهداه "الفتى الذهبي" انذاك قميصا موقعا "إلى صديقي الأبدي علي" أمام عدسات المصورين فيما استقبله بن ناصر بالملابس التونسية التقليدية.

شرح بن ناصر "أمصينا وقتا رائعا، قلت له ان يومذاك لم تكن الارجنتين التي فازت انما هو، مارادونا".

تابع "هذا عبقري، اسطورة كروية، انا كحكم لم يكن بمقدوري ان اغمض عيني للحظة وانا اتابعه. لانه كان قادرا على القيام بأي شيء".