حكومة السرّاج تشهر سلاح الابتزاز الاقتصادي

التوتر يشوب علاقات الحكومة الليبية التي تساندها الأمم المتحدة، مع فرنسا لأن باريس لديها صلات بطرابلس وكذلك بخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.

حكومة طرابلس تعلق عمليات 40 شركة من بينها توتال
طرابلس علقت الشهر الماضي التعاون الأمني مع فرنسا
السرّاج يشهر ورقة الشراكات في وجه داعمي حفتر

بنغازي/طرابلس - قال مسؤول حكومي اليوم الخميس إن حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وقوى غربية، علقت عمليات 40 شركة أجنبية من بينها شركة النفط الفرنسية توتال.

وقالت وزارة الاقتصاد إن تراخيص الشركات انقضت، بحسب مرسوم نُشر على الإنترنت وأكد صحته مسؤول بالوزارة.

ويشوب التوتر علاقات الحكومة التي تساندها الأمم المتحدة بفرنسا لأن باريس لديها صلات بطرابلس وكذلك بخليفة حفتر قائد قوات الجيش الوطني الليبي الذي يحاول انتزاع السيطرة على العاصمة في معركة مستمرة منذ شهر.

وتجد الحكومة صعوبة في بسط سيطرتها خارج العاصمة في بلد لا تحكمه إدارة مركزية منذ أطاحت المعارضة بمعمر القذافي في 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي.

وتوتال التي لها مصالح واسعة النطاق في مجال النفط والغاز بليبيا، هي الشركة الوحيدة على القائمة المعروف بأن لها تعاملات كبيرة هناك. ومن الشركات الأخرى تاليس الفرنسية للطيران والدفاع وشركة سيمنس الألمانية وشركة معدات الاتصالات ألكاتيل لوسنت، والمملوكة حاليا لنوكيا الفنلندية.

وكانت وزارة الداخلية في طرابلس علقت الشهر الماضي التعاون الأمني مع فرنسا، متهمة باريس بمساندة المشير خليفة حفتر.

وزار رئيس وزراء حكومة طرابلس فائز السراج باريس أمس الأربعاء في إطار جولة بعواصم أوروبية لحشد الدعم. وبعد الاجتماع، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إطلاق النار في طرابلس.

ويحظى حفتر الذي كان قائدا عسكريا في جيش القذافي قبل أن يتحول ضده، بدعم من بعض الدول العربية والأجنبية وحصل كذلك على دعم عسكري من فرنسا التي ساعدته في حربه على الجماعات الإرهابية في بنغازي في الشرق عام 2017.

وفي العاصمة طرابلس، أصابت ثلاثة صواريخ منطقة في غرب المدينة الليلة الماضية قرب مجمع الأمم المتحدة شديد التحصين لكن وتيرة القتال انخفضت مقارنة بالأسبوع الماضي بعد بدء شهر رمضان.

وفشلت الأمم المتحدة في التوسط لوقف إطلاق النار بعد الهجوم المباغت. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن مبعوثها الخاص غسان سلامة ظل في أغلب الوقت في ليبيا، لكن تم تقليص عدد موظفي بعثة المنظمة بدرجة كبيرة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إن أحد كبار العاملين في مجال الصحة أصيب بجروح خطيرة أثناء تنقله في سيارة إسعاف في أحد أحياء طرابلس الجنوبية وردت أنباء عن تعرضه لهجوم من مقاتلين على صلة بالجيش الوطني الليبي.

وتبدي دول أوروبية منها إيطاليا وفرنسا اهتماما شديدا بليبيا، فيما يرجع إلى كل من مواردها الطبيعية ووضعها كنقطة مغادرة رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وتساند الدول الأوروبية الجهود الليبية التي نجحت في الحد من أعداد الأشخاص الذين يحاولون الشروع في تلك الرحلة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن خفر السواحل الليبي اعترض في وقت متأخر أمس الأربعاء قاربين يحملان 214 مهاجرا وأعادهما إلى الشاطئ.

وقالت المنظمة على موقع تويتر "مع استمرار الاشتباكات في العاصمة، نشعر بالقلق من إعادة المهاجرين واحتجازهم بشكل تعسفي في ليبيا".

وقال المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان إن القارب الأول كان يحمل 107 مهاجرين بينهم 12 امرأة وسبعة أطفال بينما كان الثاني يقل 107 كلهم رجال، بينهم 92 سودانيا. ولم ترد تقارير عن اختفاء أحد أو انتشال جثث.

وفي الجنوب، قال سكان ومسؤول عسكري في ليبيا إن ثلاثة أشخاص قُتلوا اليوم الخميس في هجوم مباغت يشتبه أنه من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية على بلدة غدوة وهو الهجوم الثاني من نوعه في غضون أيام.