حكومة السرّاج تنتظر دعما عسكريا تركيا لصد هجوم طرابلس

الناطق باسم المجلس الرئاسي الليبي يعلن أن حكومة الوفاق "قامت بتفعيل الاتفاقيات القديمة مع تركيا حول التعاون العسكري وطلبت منها ومن بعض الدول الأخرى الداعمة أمورا جديدة".

تركيا تنتقل من تدخل سرّي إلى دور علني في ليبيا
قيادة الجيش الليبي اتهمت مرارا تركيا بتسليح ميليشيات متطرفة
أردوغان أبلغ السراج استعداد تركيا تسخير كل إمكانياتها لإفشال هجوم طرابلس

طرابلس/أنقرة - تدخل معركة طرابلس منعرجا حاسما مع إقرار حكومة الوفاق الوطني الليبية بدور تركي مهم في دعم قواتها، لتؤكد بذلك اتهامات سابقة وجهتها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى تركيا بإرسال شحنات أسلحة لميليشيات متطرفة في غرب ليبيا.

وقال الناطق باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الليبية بأن حكومة الوفاق "قامت بتفعيل الاتفاقيات القديمة مع تركيا حول التعاون العسكري، وطلبت منها ومن بعض الدول الأخرى الداعمة أمورا جديدة".

وأشار إلى أن "أمورا جديدة" لم يفصح عنها، "ستصل من تركيا ومن كل الدول الداعمة  بما يمكن حكومة الوفاق من صد الهجوم على العاصمة".

ويأتي هذا الإقرار بعد أيام قليلة من اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج جدد فيه دعم تركيا للسلطة في طرابلس وأدان فيه الهجوم الذي تشنه قوات الجيش الوطني على العاصمة.

وبحسب بيان نشرته حكومة الوفاق الوطني على صفحتها الرسمية بفايسبوك يوم 28 ابريل/نيسان، أكد أردوغان أنه سيسخّر كل إمكانيات بلده لمنع ما وصفها بـ"المؤامرة على الشعب الليبي"، مؤكدا أن بلاده "ستقف بكل حزم إلى جانب الليبيين وستدعم الحكومة الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني".

وسبق لأردوغان أيضا أن استقبل في أبريل/نيسان رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري في إسطنبول في زيارة يعتقد أنها خصصت لترتيب سبل التدخل التركي في الأزمة الليبية وتكثيف الدعم لحكومة السرّاج.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018 أعلنت السلطات في شرق ليبيا حجز سفينة تركية في ميناء الخمس البحري شرقي العاصمة طرابلس محملة بأطنان من الذخيرة والأسلحة على خلاف بيانات الحمولة التي تشير إلى مواد بناء. ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي يتم فيها ضبط سفن أسلحة قادمة من تركيا إلى ليبيا.

وتواجه تركيا اتهامات بالتدخل في الشأن الليبي وبتأجيج الصراع المسلح، لكن أنقرة نفت مرارا تقديمها دعم عسكري لجماعات متشددة أو لعب أي دور مزعزع للاستقرار في ليبيا وهو نفي يتناقض مع الأدلة التي قدمتها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

وكان جهاديون أجانب بينهم تونسيون اعتقلوا في سوريا قد اعترفوا بأنهم انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحين مسار رحلاتهم التي انطلقت من ليبيا إلى تركيا وصولا إلى الأراضي السورية. كما كشفوا أنهم تلقوا تسهيلات كبيرة في طرابلس وفي تركيا لبلوغ وجهتهم.

تركيا تؤجج الاقتتال في ليبيا بتسليح ميليشيات إسلامية متشددة داعمة لحكومة الوفاق الوطني وموالية لجماعة الإخوان الليبية

واستعر القتال في المعركة التي تستهدف السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس مع عدم تمكن أي طرف من تحقيق مكاسب ميدانية مع دخول هجوم قوات الجيش الوطني الليبي أسبوعه الخامس.

وأدت الاشتباكات حتى الآن إلى مقتل نحو 400 شخص فضلا عن نزوح 50 ألفا آخرين.

وقال سكان إن قتالا ضاريا استعر مساء الخميس وحتى الساعات المبكرة من صباح اليوم الجمعة في منطقة المطار الدولي السابق، لكن الوضع على جبهة القتال لم يشهد تغيرا يذكر.

واستؤنف القتال ظهر اليوم الجمعة. وقال مصدر طبي إن ثمانية مقاتلين متحالفين مع حكومة طرابلس قتلوا وأصيب 42 آخرون.

وتراهن حكومة الوفاق على دعم ميليشيات مسلحة، لكن محللين رجحوا أن تفقد هذا الدعم على الأقل في بعض المناطق حيث تغير الميليشيات ولاءها بحسب مصالحها وما تحصل عليه من نفوذ.

ويقول المحلل جلال حرشاوي "من المحتمل دائما أن تفقد طرابلس دعم الزاوية" الواقعة على بعد 50 كلم غرب العاصمة، موضحا "في هذه المدينة الإستراتيجية، جزء من الجماعات التي تعتمد عليها طرابلس قابلة للرشوة والفساد. مقاومتهم لن تدوم إلى الأبد". واستبعدت حكومة الوفاق الوطني أي مفاوضات مع خليفة حفتر طالما لم يسحب قواته.

وبالنسبة لحرشاوي "حتى ولو فرض وقف لإطلاق النار، من غير المرجح أن يتراجع الجيش الوطني الليبي. إننا أمام احتمال حرب طويلة جدا".