حكومة الفخفاخ تنال ثقة هشة في البرلمان

الحكومة الجديدة تتحصل على 129 صوتا من اصل 109 ضرورية للمرور ما يشير الى ان حزامها السياسي غير قوي وانها معرضة لهزات مع صعوبة الملفات الاقتصادية والاجتماعية.

تونس - وافق البرلمان التونسي الخميس على منح الثقة لحكومة ائتلافية يقودها إلياس الفخفاخ بعد مشاحنات سياسية استمرت شهورا وعطلت جهود البلاد لمواجهة المصاعب الاقتصادية.
وصوت 129 نائبا بمنح الثقة للحكومة بينما صوت 77 نائبا ضدها حيث تحتاج الحكومة ل109 صوت ضرورية للمرور ما يعني ان الثقة التي تحصلت عليها تبدو هشة ويمكن ان تتزعزع في المستقبل خاصة وان البلاد مقبلة على ازمات داخلية وخارجية عديدة.

والفخفاخ الذي كلفه الرئيس قيس سعيد بتشكيل الحكومة الشهر الماضي، جمع أحزابًا من مختلف الأطياف السياسية إلى حكومته ولكنهم ما زالوا يختلفون حول عدة سياسات اقتصادية.
وعلى الرغم من منحها الثقة، فإن الحكومة قد تكون هشة بعد أن تكبدت العناء في سبيل حل الخلافات بشأن السياسة والمناصب الوزارية.
وتضم الحكومة نزار يعيش وزيرا للمالية ونور الدين الري وزيرا للخارجية وعماد الحزقي وزيرا للدفاع مع مشاركة مكثفة للنهضة بستة وزراء اضافة الى مشاركة كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحزب تيحا تونس والبديل ونداء تونس.
وستواجه حكومة الفخفاخ تحديا اقتصاديا كبيرا بعد سنوات من النمو البطيء والبطالة المستمرة والعجز الحكومي الكبير والدين المتنامي والتضخم المرتفع والخدمات العامة المتدهورة.
كما سيتعين عليها التعامل مع الإنفاق العام الضخم وإصلاحات على درجة من الحساسية السياسية في مجال دعم الطاقة والشركات الحكومية.
وستحتاج الحكومة أيضا إلى تأمين تمويل خارجي جديد بقيمة ثلاثة مليارات دولار بعد أن ينتهي برنامج قروض تابع لصندوق النقد الدولي في أبريل نيسان في ظل عدم الاتفاق حتى الآن على دعم جديد.
وقال الفخفاخ في كلمته لتقديم برنامج حكومته المقترحة أمام البرلمان الأربعاء إن أولوياته ستشمل محاربة الفساد المستشري وإصلاح الخدمات العامة وزيادة إنتاج الفوسفات وهو مصدر رئيسي للعملة الاجنبية.
وتعهد أيضا بأن يعمل على الحفاظ على قيمة العملة المحلية التي تعافت في الأشهر الأخيرة بعد سنوات من التراجع الحاد.
وتعرض الفخفاخ لانتقادات كبيرة من قبل نواب المعارضة حيث شككت رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسى في قدرة رئيس الحكومة المكلف على تجاوز الازمات التي تمر بها البلاد محملة اياه مسؤولية اختلال التوازنات المالية كونه كان وزير مالية في عهد الترويكا بعد الثورة.
وقالت عبير موسى ان الفخفاخ لن يستطيع تجاوز الازمة الحالية خاصة مع الصراعات بين الوزراء والاحزاب التي يمثلونها مشيرة بان الحكومة لن تستطيع مواصلة مهامها حتى لو تحصلت على الثقة.
وطالب النائب الصافي سعيد من رئيس الحكومة المكلف التخلي عن جنسيته الثانية وهي الجنسية الفرنسية لان ذلك جزء من السيادة الوطنية.
وكان محافظ البنك المركزي مروان العباسي قال هذا الشهر أمام البرلمان إن "صندوق النقد كان يؤيد انزلاق الدينار لدعم الصادرات لكن رؤيتنا كانت مختلفة ونرى أن هبوط الدينار سيرفع التضخم".